وأفاد مصدر مطلع أن هذا التأجيل جاء عقب تقديم الفنان الفكاهي الأمازيغي رشيد أسلال وزوجته الفنانة فاطمة إرخا لشكايتين في مواجهة «اليوتيوبر» الذي يلقب نفسه بـ«الداعية الأمازيغي»، وذلك يومان فقط بعد صدور قرار إغلاق الحدود في وجه «الداعية السلفي» المثير للجدل، إثر الاستماع إليه من طرف مصالح الأمن بمدينة أيت ملول، على خلفية شكايتين تقدم بهما كل من الفنان الأمازيغي الرايس احماد أوطالب المزوضي، والصحفية فرح الباز العاملة بإذاعة «ميد راديو»، يتهمانه فيها بالسب والقذف والتشهير بهما، عبر مقاطع فيديو منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إقرأ أيضا : إغلاق الحدود في وجه الداعية السلفي «أبو عمار» وشكايات أخرى تطوّق عنقه
وحددت النيابة العامة بإنزكان يوم الاثنين المقبل لتقديم المشتكى به أمام أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان، في حالة سراح، من أجل استكمال البحث معه حول المنسوب إليه، قبل أن تتخذ القرار المتعين في حقه.
واندلعت قبل أيام سجالات حادة بين « الداعية أبو عمار » والفكاهي رشيد أسلال، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما هاجم « الداعية الأمازيغي » عددا من الفنانين الأمازيغ بينهم صالح أو لباشا والحسين الباز ورشيد أسلال وآخرون، يتوعدهم بـ «النار في الآخرة» بدعوى أن مهنة الفن التي يمارسونها «حرام».
ورد رشيد أسلال على « أبو عمار » عن طريق فيديو بثه على صفحته الفيسبوكية، يطالبه بأن « يترك الفنانين لحال سبيلهم، لأن خطابه تسبب لهم في العديد من المشاكل، بل تحول إلى وسيلة مباشرة لقطع أرزاقهم »، غير أن « أبو عمار » رد على الفكاهي الأمازيغي بأن خصص له مقطع فيديو يعتبره أسلال مسيئا له ولوالده وزوجته، ليقرر اللجوء إلى القضاء.
وقال أسلال في تصريح صحفي: « لن أتنازل عن حقي وعن حق عائلتي التي أهانها، ما دمت حيا ».
إقرأ أيضا : بورتري. «الداعية أبو عمار»: الفن حرام وغنائم «البووز» حلال!
وجاء هذا السجال مباشرة بعد إقدام «أبو عمار» على خلق موجة استنكار في الوسط الإعلامي المغربي، بعدما هاجم بعبارات مسيئة على الصحفية فرح الباز عقب استضافتها للفنان الأمازيغي الرايس احماد أوطالب المزوضي، حيث انتقد ظهور الصحفية «سافرة» من دون حجاب، وخاطبها بلغة حاطة من الكرامة بسبب استضافتها لفنان يعتبره « فاجرًا ».
وأثار ما أقدم عليه «الداعية الأمازيغي» ردود فعل قوية ضده، حيث عبرت العديد من الفعاليات الإعلامية والنقابية والحقوقية عن تضامنها مع الصحفية، معتبرين هذا السلوك ضربا لحرية الإعلام وحق المرأة في اختيار طريقة لباسها وممارسة عملها المهني بحرية.
ودأب «أبو عمار» منذ سنوات على خلق الجدل من خلال مهاجمة الفنانين تارة والحقوقيين والصحفيين تارات أخرى، بل ولم يسلم من خرجاته حتى بعض زملائه الدعاة الناطقين باللغة الأمازيغية.
وعادة ما يستغل مناسبات الأعراس أو الولائم ليبث مقاطع فيديو مسجلة أو مباشرة يرد من خلالها على منتقديه أو يهاجم خصومه، مما يثير انتقادات واسعة من قبل منتقديه.
وبينما يرى مناصرو «أبو عمار» أنه يمارس «الموعظة» و«الدعوة» إلى الإسلام بطريقته الخاصة، يتهمه منتقدوه بـ »استغلال الدين لأغراض شخصية»، ويرى أخرون أنه «يركب صهوة كل موجة من أجل تحقيق مكاسب مالية عبر قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي ».