خبراء يكشفون لـLe360 أسباب انتشار الضباب بالمغرب وتأثيره على الزراعات

الضباب وتأثيره على الفلاحة

الضباب وتأثيره على الفلاحة

في 18/11/2023 على الساعة 17:00

انتشرت في الآونة الأخيرة كتل ضبابية بمناطق متفرقة من المملكة، هذه الظاهرة لها تأثير سلبي على المجال الزراعي. فما هي أسباب تولد الضباب؟ وما تأثيره على المزروعات.


الضباب، هو تعلق قطرات دقيقة من الماء السائل في الهواء، وتشكل خليطا من الهواء والرطوبة، يتسبب في تشتيت الضوء وتقليل الرؤية على سطح الأرض، على مساحة تمتد عادة على مدى كيلومتر، وفق ما أكده الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية.

ووفق المتحدث نفسه فإن الضباب يتكون عندما يتم تبريد الهواء إلى درجة حرارة حيث يتشبع بخار الماء فيه، مما يؤدي إلى تكاثف البخار وتشكل قطرات صغيرة من الماء في الهواء.

وتتشكل قطرات الماء هذه، يشرح يوعابد في تصريح لـLe360، نتيجة تكاثف بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي، عندما يبرد الهواء إلى نقطة التشبع، أي عندما تصل درجة الحرارة إلى نقطة الندى.

ما هي أسباب تشكل الضباب؟

جوابا على هذا السؤال يقول يوعابد موضحا: «هناك عدة أسباب لتكون الضباب، أبرزها تبريد الهواء، أي عندما يتلامس الهواء الرطب مع الأسطح الباردة، مثل الأرض أو الماء، أو عندما يبرد الهواء الدافئ الرطب في الليل ».

وحسب المتحدث, فالضباب شائع جدًا في المناطق الساحلية، وخاصة على سواحل المحيط الأطلسي.

وهناك عدة أنواع من الضباب، ضباب الإشعاع، وهو الذي يتشكل في الليل عندما تبرد الأرض، وضباب الانتقال يتشكل عندما يتحرك الهواء الدافئ الرطب فوق سطح أكثر برودة، والضباب التبخري ويتشكل عندما يتبخر المطر أو أي هطول آخر في جو أكثر جفافاً. وضباب الإعصار، ويمكن أن يحدث في أماكن قرب الإعصار نتيجة لتبخر المياه من البحر وارتفاع الرطوبة. وهو الحال بالنسبة للمغرب.

ويعتمد نوع وتكوين الضباب على الظروف المحيطة بالهواء والرطوبة في الجو، ويمكن أن يظهر في مختلف الظروف الجوية والمناطق الجغرافية، لكنه وحسب المتحدث، « شائع جدًا في المناطق الساحلية، وخاصة على سواحل المحيط الأطلسي ».

ما سبب تشكل الكتل الضبابية هذه الأيام بالمغرب

أكد يوعابد أنه «انتشرت في الأيام الأخيرة مساحة كبيرة من الضباب على طول السهول الأطلسية للبلاد بسبب تأثير إعصار جزر الأزور المضاد».

«وولد هذا الإعصار المضاد، (منطقة ذات ضغط مرتفع تتمركز في جزر الأزور وتمتد فوق بلادنا)، ظروفا مناخية مستقرة مع رياح ضعيفة للغاية، مما يؤدي إلى تشكل الضباب على طول سواحل المحيط الأطلسي ».

ويؤدي هذا الوضع يضيف المسؤول, إلى «تكاثف الهواء الرطب في طبقات الجو السفلية، حيث يبرد عند ملامسته للأرض أثناء الليل وفي الصباح الباكر، مما يتسبب في تكوين قطرات ماء صغيرة معلقة في الغلاف الجوي وبالتالي انخفاض الرؤية الأفقية ».

موجة الضباب تهدد الزراعات وتقلق الفلاحين

يعتبر الضباب بمثابة كابوس للفلاحين، إذ يشكل خطرا كبيرا على الزراعات، فوفق توضيحات استقيناها من بعض الفلاحين والخبراء، يساعد تكاثر الضباب على رفع مستوى الرطوبة مما يؤدي إلى انتشار الأمراض الفطرية التي تصيب معظم الزراعات الخريفية.

وحسب المستشار الفلاحي ابراهيم العنبي، فإن « انتشار الضباب في هذه الفترة يساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية خصوص مع ارتفاع درجات الحرارة في فترة الصباح».

وقال العنبي في تصريح لLe360، «عند نزول الضباب وتمركزه على سطح الأوراق، وارتفاع درجات الحرارة تكون الظروف ملائمة لتكاثر البكتيريا والفطريات».

من داخل ضيعة بسوس.. اكتشف مراحل زراعة وإنتاج الطماطم

ونصح المستشار الفلاحي، الفلاحين « بأخذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة كي لا تتعرض مزروعاتهم للتلف، والقيام بعملية السقي في الصباح الباكر لمساعدة المزروعات على التخلص من الرطوبة، وكذا اعتماد المعالجة الاحتياطية بمبيدات فطرية حتى لا ينتشر المرض بكثرة».

من جانبه قال الأستاذ والباحث في العلوم الزراعية كمال ابركاني، من الكلية متعددة التخصصات الناظور التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، «من أكثر الزراعات التي تتأثر بالضباب، نجد البطاطس، الفول، بعض النباتات الطبية والعطرية، الطماطم والخضروات، الشمندر السكري وبعض الفواكه».

زراعة البطاطس

وأوضح البروفيسور والخبير الزراعي في تصريح لـLe360، بأن الضباب «يشكل كتلة من الرطوبة على أوراق هذه الزراعات، وبعد بزوغ الشمس وارتفاع درجة حرارة الأرض يشكل بيئة ملائمة لتكاثر البكتيريا خصوصا إذا كان النظام المناعي للنبتة ضعيف».

وتابع المتحدث قائلا: «هناك تأثير آخر للضباب على الفلاحة ولكن نادرا ما يحدث، ويتعلق الأمر بالتسمم la toxicité، ويحدث هذا الأمر إذا نزلت كتل ضبابية وكانت درجة حرارة الأرض تفوق 35 درجة »، هذا الأمر وارد الحدوث لكن نادر، المشكل الأكبر والذي يشكل خطرا على الفلاحة هو تكاثر الفطريات والبكتيريات».

وفي المقابل، يشرح ابركاني، هناك زراعات أخرى لا تتأثر بالضباب مثل الأشجار المثمرة كالحوامض، الزيتون واللوز، ففي هذه الحالة يكون للضباب تأثير إيجابي على هذا النوع من الزراعات.

وحسب المتحدث فالضباب له سلبيات وإيجابيات، وتكمن الأولى في الأضرار التي يلحقها ببعض الزراعات، أما الثانية فتتمثل في المساهمة نوعا ما في السقي، عن طريق ترطيب التربة والجو في الأراضي الجافة.

و للحد من هذه المخاطر، نصح الخبير الزراعي الفلاحين باتباع نظام معالجة باستعمال المنتجات الوقائية مثل الكبريت والنحاس، أو تغذية الأراضي المزروعة باستعمال الفوسفور والأسيد فوليك والمغنيسيوم، إذ أن هذه التقنية تشجع النبتة على امتصاص الرطوبة من الأوراق.

وتحدث الخبير عن إمكانية تخزين رطوبة الهواء الناتجة عن الضباب والتي يتم اعتمادها ببعض البلدان التي تكثر فيها هذه الظاهرة والتي تتميز بظروف الجفاف وذلك باستعمال تكنولوجيات أغشية خاصة لتحويل بخار الماء وتخزينه كمصدر للماء من أجل الشرب أو السقي الزراعي، وهي التقنية التي اعتمدها المغرب بمنطقة سيدي إفني وأعطت نتائج جد مرضية.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 18/11/2023 على الساعة 17:00