وأبرزت يومية « الصباح » في عددها الصادر يوم الأربعاء 17 دجنبر 2025، أن المندوبية السامية للتخطيط، واستنادا إلى نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى، توقعت أن يصل عددهم في أفق 2050 إلى 22.9 في المائة، ما يطرح تساؤلات كبرى على المغرب في ما يتعلق بالخدمات الصحية والاجتماعية، التي تتطلبها هذه الفئة العمرية.
وذكرت الجريدة أن المندوبية أفادت أن الوتيرة ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العشرية الأخيرة، إذ أن هذه الفئة ارتفع عددها، ما بين 2004 و2014 بنسبة 33.3 في المائة، لينتقل معدل نموها، في العشرية الأخيرة إلى 58.7 في المائة.
وأوضحت اليومية في خبرها، أن المندوبية السامية للتخطيط، بينت في وثيقة تم الكسف مؤخرا عن مضامينها، أن المغرب وصل إلى مرحلة متقدمة من تحوله الديمغرافي بسبب تراجع متواصل وملحوظ لمعدل الخصوبة، الذي تراجع من 7.2 طفل لكل امرأة، إلى أقل من طفلين (1.97) في السنة الماضية، بالإضافة إلى زيادة في الأمل في الحياة، الذي ارتفع بأزيد من 5 نقط، ليصل خلال السنة الماضية، إلى 77.2 سنة.
وأضاف مقال اليومية أن المندوبية السامية للتخطيط اعتبرت أن هذه التطورات تفرض على المغرب تعزيز آليات الحماية الاجتماعية والعرض الصحي، إذ أن مُسِنا ضمن كل خمسة مسنين يعاني أحد أصناف الإعاقة، ما يطرح تحديات كبيرة على مستوى توفير الخدمات الصحية، مبينا أن المندوبية أكدت في الدراسة التي أنجزتها على هذه الفئة العمرية، أن أزيد من 30 في المائة من المسنين لا يتوفرون على تأمين صحي، علما أن النسبة في صفوف النساء اللائي تصل أعمارهن ستين سنة فما فوق، تصل إلى 35 في المائة.
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من هذه الفئة تقصد المؤسسات الاستشفائية العمومية بنسبة 61.2 في المائة، في حين أن أقل من الثلث يلجؤون إلى المصحات والعيادات الخاصة، و3.8 في المائة من المسنين بالوسط القروي محرومون من العلاج، مقابل 2.9 في المائة بالوسط الحضري.
وأشارت الجريدة في خبرها، إلى أن هذه التطورات الديمغرافية المرتقبة ستطرح تحديات كبرى على المنظومة الصحية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، دون الحديث عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد في الأمد البعيد، بالنظر إلى أن هذه الفئة ستشكل مستقبلا قاعدة الهرم السكاني، مضيفة أن تطور عدد الأشخاص المسنين ينذر بالصعوبات التي ستواجهها صناديق التقاعد والنظام الصحي، إذ سيتعين التعامل مع كل من الأمراض المعدية التي تتميز بها البلدان النامية وأمراض الشيخوخة المعروفة بكلفتها العالية.
وأوضحت المندوبية أنه إذا كان معدل انتشار الأمراض المزمنة في الوقت الراهن لا يقل عن 64.4 في المائة في صفوف هذه الفئة، ما يناهز مليونين و700 ألف نسمة، فمن المتوقع أن يصل عدد المسنين المصابين بأمراض مزمنة، مع افتراض أن في أفق 2030، هذا المعدل سيبقى ثابتا في المستقبل القريب، حوالي 3 ملايين و900 ألف شخص.
وبالموازاة مع ذلك، تؤدي الشيخوخة إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعجز الوظيفي، الذي يعرف بصعوبة في أداء نشاط أو أكثر من أنشطة الحياة اليومية.




