بسبب العزلة والبرد.. سكان دواوير نائية يستغيثون

الفيضانات الأخيرة هدمت البيوت وشردت الأسر

الفيضانات الأخيرة هدمت البيوت وشردت الأسر . DR

في 26/11/2014 على الساعة 17:04

أطلقت ساكنة دواوير نائية بالجنوب الشرقي للمملكة نداءات استغاثة طلبا لفك العزلة عنهم وإنقاذهم من التشرد، بعدما جرفت السيول منازلهم وممتلكاتهم وتركتهم عرضة للجوع والبرد.

مع قدوم اضطراب جوي جديد، ابتداء من هاته الليلة، يهم المناطق الواقعة بالجنوب والجنوب الشرقي، وضع سكان المنطاق المتضررة من الفيضانات الأخيرة أياديهم على قلوبهم بسبب تخوفهم من تكرار الفاجعة.

وأطلق سكان دواوير جماعة تلوات (إقليم ورزازات) صرخات استغاثة طلبا لإنقاذهم من العزلة التي تسببت لهم فيها السيول نهاية الأسبوع المنصرم، حيث قطعت عنهم الطرق والمسالك بعد أن جرفت المياه بيوتهم وممتلكاتهم.

وأفاد مواطنون من المنطقة، في اتصالات هاتفية مع Le360، أن أزيد من 80 أسرة تعرضت للتشرد بعدما جرف وادي "أونيلا" بيوتهم، ما جعلهم يقضون هذه الأيام في العراء رغم برودة الجو.

وقال المشتكون إنهم يعيشون وسط هلع شديد بسبب تخوفهم من الموت تحت تأثير القرّ، خاصة وأن الثلوج قد كست الجبال المحيطة بالدوار، ناهيك عن الجوع بسبب نفاد المؤونة وانقطاع الطرق والتيار الكهربائي وضعف تغطية الهاتف.

وأوضح عمر وباها، فاعل جمعوي من المنطقة، أن أهالي المنطقة يئسوا من الاستغاثة بالسلطات المحلية والإقليمية، لكون هذه الأخيرة لا تستجيب لنداءاتهم بل ترد على مكالماتهم بالقول: "هذا من قدر الله"، وفق تعبير وباها.

الفاعل الجمعوي عبر عن إحساس مواطني هذه المنطقة بما وصفه بـ"الحگرة"، إذ قال إن السلطات المحلية سخرت مروحيات لإجلاء 14 سائح أجنبي كانوا محاصرين بمأوى بدوار تغزا، يوم الأحد الماضي، بينما لا تلتفت لاستغاثات أبناء هذه المنطقة المنكوبين.

© Copyright : DR

غير بعيد عن هاته المنطقة، تعيش ساكنة دوار "إشبّاكن" الأوضاع نفسها بعدما تسببت الفيضانات الأخيرة في تشريد أزيد من 50 أسرة.

وقال محمد الهموري، الكاتب العام لجمعية "التنمية بإشباكن"، في اتصال مع Le360، إن المتضررين من الفيضانات، التي اجتاحت الدوار وجرفت –حسبه- الأخضر واليابس، يضطرون للمبيت داخل المسجد، قبل أن يضيف بتأثر: "الناس هنا تكاد تموت جوعا بعدما نفدت المؤونة.. والله العظيم ما لقينا ما ناكلو البارح".

© Copyright : DR وأوضح أنه أجرى مكالمات مكثفة مع مسؤولي السلطة المحلية والإقليمية حيث طلب منهم فك العزلة عن المنطقة وإمدادهم بمساعدات تقيهم الجوع والبرد، غير أنه لا يتلقى من المخاطبين أدنى اهتمام باستغاثاته، قبل أن يقفلوا في وجهه خطوط الهاتف.

وعبر الهموري عن أساه العميق، على حد قوله، من المسؤولين والمنتخبين الذين لا يزورون هذه الدواوير النائية إلا خلال الحملات الانتخابية.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 26/11/2014 على الساعة 17:04