في الطابق العلوي لمقر الكونفدرالية الديمقراطية "العتيدة"جلس عبد القادر الزاير، وعلال بلعربي، إلى جانب عبد الرحمان بنعمرو، عن حزب الطليعة، ونبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، إضافة إلى قيادات أخرى بقبعاتهم الصفراء في انتظار نوبير الأموي، فحضوره تردد أكثر من مرة، فهل يحضر الأموي؟ مقربون منه يقولون إن صحته بخير، لكن لا أحد يعلم؟
ساد اللون الأصفر الساحة المقابلة لمقر النقابة، حتى بدت مثل حقل قمح حان حصاده، وسط أصوات فيروز، ومكبر الصوت الذي يدعو المنخرطين إلى التوجه إلى المنصة الرئيسية أو يردد شعارات تطالب برحيل بنكيران، وأغاني أخرى حماسية تشيد بالحرية.
حكومة خارج الزمنفي الجهة المقابلة، ظل مسؤولو الاستعلامات العامة يدونون أسماء الشركات والقطاعات الحاضرة للاحتفال، فهناك الشركات الخاصة وقطاعات الإلكترونيك، والبتروكيماويات، والنقل، والوظيفة العمومية وشركات عديدة وقف عمالها تحت أشعة الشمس الحارقة في انتظار انطلاق المهرجان الخطابي.
في الجهة الأخرى، هناك نساء يحتجن بقوة على محاولة طردهن من منازلهن، فسكان دوار "بنت الكزاز" حضروا بقوة بلافتاتهم التي تطالب "بمحاسبة مافيات العقار"، وبجانبهم جمعية "أطاك" وأفراد من حركة 20 فبراير.ازداد حماس المشاركين، خصوصا أن كلمة المكتب التنفيذي للنقابة أكدت أن "الحكومة الحالية غير واعية بخطورة المرحلة ومتطلباتها، فلا تصور لها، بما يمكن من تجاوز الأزمة التي يعيشها المغرب، فهي خارج الزمن الدولي المعاصر، وخارج الزمن الوطني، بكل متغيراته ومتطلباته وحاجاته في التنمية، إنها عاجزة عن معالجة الوضع الإجتماعي”.
يصفق الحاضرون وتعاد شعارات ذاتها، سيما حين تشير كلمة المكتب التنفيذي إلى "أن معظم الفئات الاجتماعية تعيش البؤس والحرمان والتهميش الاجتماعي، وضعف أو عدم توفر الحد الأدنى لشروط العيش الإنساني، بفعل ارتفاع نسبة البطالة واتساع دائرة الفقر، وغلاء المعيشة، وصعوبة ولوج الاستشفاء والعلاج والعلاقة المختلة مع الإدارة المبنية على الزبونية والرشوة”.