الموضوع تطرقت إليه جريدتا "الصباح" و"الأحداث المغربية" ليوم غد الاثنين، على صفحتيهما الأوليين، لكن التفاصيل اختلفت جوهريا بين روايتي الصحيفتين.
فقد أوردت "الصباح" أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة أحالت على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، يوم الجمعة الماضي، شابين بتهمي الاختطاف وهتك العرض، بينما يتواصل البحث عن متهم ثالث، بعدما تعرف أحدهم على فتاة، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واستدراجها من تطوان إلى طنجة بهدف ربط علاقة عاطفية معها، ليقوم المتهمون الثلاثة باختطافها إلى ضواحي بني مكادة وتناوبوا على اغتصابها. ويتعلق الأمر بمساعد تاجر وحارس ليلي وعاطل اختطفوا فتاة، تقول "الصباح" إنها تبلغ من العمر 23 سنة.
في المقابل، كتبت "الأحداث المغربية" أن الفتاة المعنية قاصر، لا يتعدى عمرها 17 سنة، تعرفت على شاب بطنجة عبر "الفايسبوك" و"ظلت، من حين لآخر، تزوره لقضاء أوقات حميمية معه"، وحين التقيا، الخميس المنصرم، تقول الجريدة ذاتها، "اختار هذا الشاب، هذه المرة، أن يستضيف صديقته بمنزل أحد أصدقائه بحي المرس بمقاطعة بني مكادة، وبينما هما في طريقهما إلى البيت، اعترض سبيلهما ثلاثة أشخاص، اختطفوا الفتاة، فيما لاذ صديقها بالفرار".
وتضيف الصحيفة أن المعني بالأمر لجأ إلى مصالح الأمن وبلغ عن الحادث، وتم تمشيط المنطقة، ليلقى القبض على أحد المشتبه فيهم، لتتعرف عليه الفتاة، التي قالت إنه مورس عليها الجنس بالعنف من قبل اثنين من مختطفيها، وأنها لم تفقد عذريتها خلال الاعتداء، بل وقع ذلك من قبل في تطوان، لتخلص الجريدة إلى أنه تم تقديم الشخص الموقوف أمام الوكيل العام للملك لمواجهة تهمتي الاختطاف والاغتصاب، مثله مثل شريكيه الفارين، كما سيتابع صديق الفتاة الفيسبوكي من أجل التغرير بقاصر.
"فين كنا وفين ولينا"
مهما يكن من أمر في قضية عمر الفتاة، وهل كان صديقها متورطا في قضية اختطافها واغتصابها الجماعي، أو تسبب في ذلك، فإن شبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنيت، غالبا ما يتم التعامل معها، خصوصا من طرف القاصرين وقليلي التجربة في الحياة، باستسهال و"نية"، مع أنها قد تكون مدخلا لكل أنواع الاستغلال، ولعل أبشعه الاستغلال الجنسي من طرف "المرضى" الذين يصعب عليهم رمي شباكهم في العالم الواقعي فيلوذون بالعالم الافتراضي لاصطياد فرائسهم.
والملاحظ أن التنشئة الاجتماعي داخل الأسرة والمدرسة مازالت لم تراع هذا المشكل، الذي يخلف في كل لحظة ضحايا لم تشفع لهم "سذاجتهم" لاستغلالهم. وهي "السذاجة" التي يجب استهدافها، في أفق القضاء عليها، من طرف الأسرة والمؤسسة التعليمية وكل مؤسسات التنشئة.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا