كما صادق المجلس الإداري للأكاديمية، خلال أشغال دورته العادية برسم سنة 2022، التي ترأسها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، أمس الجمعة بالداخلة، على البرنامج الجهوي للتكوين المستمر لسنة 2023، ومقترح إحداث بنيات إدارية جديدة ضمن التنظيم الهيكلي للأكاديمية الجهوية.
وأبرز بنموسى، في كلمة خلال هذا الاجتماع الذي حضره والي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، وعامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، الدلالة العميقة لانعقاد هذا المجلس بجهة الداخلة - وادي الذهب، التي تحظى بعناية مولوية سامية جسدها بشكل خاص النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الورش التنموي المندمج الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس.
وقال إن الدورة الحالية للمجلس الإداري للأكاديمية تنعقد في لحظة متميزة من مسار إصلاح المنظومة التربوية، تتمثل في تنزيل "خارطة الطريق 2022-2026 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع"، وفق مقاربة تشاركية جسدتها المشاورات الوطنية حول تجويد المدرسة العمومية.
وشدد الوزير على أن تنزيل خارطة الطريق هاته، بالفعالية المطلوبة وبالنجاعة الضرورية، يمر، أساسا، عبر تملكها الجماعي من طرف مختلف المتدخلين والشركاء، مضيفا أنه "من خلال خارطة الطريق، تتاح لنا اليوم فرصة استثنائية، لنساهم، جميعا، في تحقيق منعطف حاسم، نحو تجويد المدرسة العمومية، واسترجاع الثقة فيها، وتحقيق النهضة التربوية المرجوة".
وأوضح أن خارطة الطريق تتوخى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية في أفق سنة 2026، تستهدف دعم اكتساب التعلمات الأساسية، والحد من الهدر المدرسي، وتعزيز التفتح والمواطنة، مشيرا إلى أنه انطلاقا من هذه الأهداف، تم تحديد 12 التزاما لإرساء مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، موزعة على ثلاثة محاور استراتيجية للتدخل، تهم التلميذ كمستفيد أول من خدمات المدرسة، والأستاذ كفاعل محوري في تحسين جودة التعلمات، والمدرسة كفضاء حاضن للفعل التربوي.
وأضاف أن خارطة الطريق وضعت ثلاثة شروط أساسية للنجاح، يتمثل الشرط الأول في إرساء حكامة تعتمد على منهجية تأمين الجودة وحفز مسؤولية الفاعلين عبر إحداث الآليات المناسبة لقياس الجودة، فيما يرتبط الشرط الثاني بالإشراك الموسع والانخراط البناء والتعبئة الجماعية لمختلف الفاعلين والشركاء. أما الشرط الثالث، فيهم تأمين الموارد المالية من أجل استدامة الإصلاح عبر إرساء تخطيط مالي منسجم مع الأثر المنشود وإطار للتمويل مع الشركاء الأساسيين لتأمين الموارد.
وأشار، من جهة أخرى، إلى أن الجماعات الترابية والمجالس المنتخبة تضطلع بدور أساسي في إحداث التغيير في المشهد التعليمي للبلاد، من خلال التعبئة والانخراط في دعم تجويد المدرسة العمومية، لاسيما في ما يرتبط بالتنزيل الترابي للإصلاح وبإعمال سياسة القرب، التي تعد المفتاح الحقيقي مفتاحا حقيقيا لحل العديد من المشاكل وآلية لتجاوز الكثير من الإكراهات التي تعاني منها المنظومة التربوية.
من جانبه، قدم محمد فوزي، الذي تم تنصيبه بهذه المناسبة مديرا جديدا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة - وادي الذهب، الحصيلة المرحلية لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية لتنزيل أحكام القانون الإطار رقم 17-51 برسم 2022، والحصيلة المرحلية لمخطط التكوين المستمر لسنة 2022، ومشروعي برنامج عمل وميزانية 2023، ومخطط التكوين المستمر لسنة 2023.
من جهتها، قدمت اللجان الموضوعاتية توصياتها واقتراحاتها من خلال تقرير تركيبي تلته مقررة اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري، شمل جميع المجالات وأوراش الإصلاح قصد تجويد المنظومة التربوية بالجهة، كما عرضت لجنة المالية والشؤون الاقتصادية توصياتها في مختلف القضايا المرتبطة بمهامها.
وبدورهم، استحضر أعضاء المجلس، خلال المناقشات، المجهودات المبذولة لتحسين ظروف ومؤشرات التمدرس على مستوى جهة الداخلة - وادي الذهب، والمكتسبات التي تحققت على مستوى المنظومة.
إثر ذلك، جرى التوقيع على خمس اتفاقيات للشراكة والتعاون بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وبعض الفاعلين حول تنزيل تدابير خارطة الطريق 2022-2026.
ويتعلق الأمر بثلاث اتفاقيات - إطار تهم الارتقاء بجودة التعليم بجهة الداخلة - وادي الذهب، تم التوقيع عليها بين الأكاديمية وكل من المجلس الجهوي والمجلس الإقليمي لوادي الذهب والمجلس الجماعي للداخلة، على أن يتم تحديد الدعم المقدم من خلال شراكات خاصة مرتبطة بالمشاريع والبرامج المقدمة من طرف الأكاديمية والمديرية الإقليمية لوادي الذهب.
وتهدف الاتفاقية الرابعة، الموقعة بين الأكاديمية والعصبة المغربية لحماية الطفولة، إلى ضمان تعميم تعليم أولي ذي جودة، وتعزيز الدعم التربوي والمواكبة التربوية، والتمدرس الاستدراكي للأطفال المنقطعين عن الدراسة أو غير المتمدرسين.
أما الاتفاقية الخامسة، الموقعة بين الأكاديمية ومؤسسة "Azura"، فتروم الدعم التربوي والنفسي لفائدة التلميذات والتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، ودعم الملتقى الدولي للثقافة الحسانية "ملك ى الفرك ان".