متحور جديد يدخل ساحة الجائحة بالمغرب.. ماذا نعرف عنه؟

سيارة إسعاف خاصة بنقل مصابي كورونا

سيارة إسعاف خاصة بنقل مصابي كورونا . DR

في 05/12/2022 على الساعة 08:00

موجة جديدة من فيروس كورونا تطرق أبواب المغرب، بعد انتشار متحور فرعي جديد لأوميكرون خلال الأيام القليلة الماضية.

الطفرة الجديدة، التي أطلق عليها اسم BQ.1.1، لا تختلف أعراضها عن سابقيها، ولا توجد لحدود الساعة معطيات حول سرعة انتشارها ونسبة فتكها، سوى أنها من المتوقع أن تكون وراء الموجة التاسعة من الوباء في بعض الدول الأوروبية.

يقول الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، وعضو اللجنة العلمية، إن المتحور الفرعي الجديد "BQ.1.1" أكثر عدوى، لكن لا خوف من العودة لنقطة الصفر بفضل المناعة اللقاحية.

وأوضح حمضي، في تصريح لـLe360، بأن متحور جديد دخل إلى ساحة الجائحة في الأسابيع الأخيرة، وهو المتحور الفرعي BQ.1.1، والذي يظهر من خلال المعطيات الأولية أنه أكثر عدوى، وأكثر قدرة على الانتشار وأكثر مقاومة للأجسام المضادة. 

لكن يضيف عضو اللجنة العلمية أن "المناعة اللقاحية تحمي من الحالات الخطرة والوفيات"، مشيرا إلى أنه "ليست هناك احتمالية العودة للمربع الأول للجائحة أو التدابير الجماعية، في المقابل سيكون على الأشخاص ذوي الهشاشة أن يكونوا ملقحين بشكل كامل وأكثر يقظة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة كما هو الشأن بالنسبة للمحيطين بهم".

وتابع البروفيسور: "من أوميكرون إلى المتحور الفرعي BA.5 ثم المتحور BQ.1، والذي بدوره أعطى BQ.1.1، تم اكتشاف ظهوره منذ أكتوبر الماضي، ومند ذلك الحين استمر في اكتساح العالم بسرعة كبيرة، ففي غضون بضعة أسابيع، أصبح مسؤولا عن إصابتين من أصل كل خمس إصابات جديدة في في فرنسا، وفي الولايات المتحدة، هناك إصابة واحدة من أصل اثنتين. في الصين، هذا المتحور الجديد هو المسؤول عن الإصابات الجديدة، وينتشر حاليا في كل القارات".

"ليست هناك دراسات تؤكد ذلك، لكن الخبراء يرجحون ذلك بقوة، بسبب وجود طفرات مهمة وفي مناطق حساسة من هذا المتحور وذات علاقة بالقدرة على الانتشار"، كما أن هناك ملاحظات ميدانية في عدد من الدول أظهرت أن أعداد الإصابات المسجلة بهذا المتحور تتضاعف بسرعة، مع وجود دراسات قيد المراجعة تشير إلى أنه أكثر سرعة على الانتشار من سابقيه، منها دراسة أولية أبرزت أن قدرته على الانتشار تفوق بـ29% مقارنة بمتحور "أوميكرون" الأصلي.

وبخصوص قدرة وسائل التشخيص الحالية على الكشف عن المتحور الجديد، كشف حمضي أن "المعطيات العلمية تؤكد أن الاختبارات المعروفة والمستعملة حاليا قادرة على الكشف عن الإصابة بالمتحور الجديد".

أما عن طبيعة الفيروس ودور اللقاحات في التصدي له، قال المتحدث: "حسب الدراسات الأولية، فإن متحور “BQ1.1” يتمتع بخاصية الهروب المناعي بشكل كبير، أي أنه أكثر مقاومة لمضادات الأجسام التي اكتسبتها أجسامنا عن طريق الإصابة السابقة بمتحورات سابقة من كوفيد أو تلك المكتسبة عن طريق اللقاح". مشيرا إلى أن الأدوية التي تعتمد في تكوينها على مضادات الأجسام المصنعة Les anticorps monoclonaux والتي تعطى كعلاجات عن طريق الحقن ويكون ثمنها مرتفعا، وتعطى لمن يعاني من هشاشة مناعية، "لم تعد تنفع ضد هذا المتحور الجديد".

وبخصوص خطورة المتحور الجديد على الحياة العامة، أكد الطيب حمضي أنه ليس هناك ما يدعو للقلق بالنسبة للمنظومة الصحية أو الحياة الاجتماعية والصحة العامة بفضل نسبة التلقيح المهمة بالمغرب وبفضل المناعة المكتسبة لدى جل المغاربة من الإصابات السابقة. "قد يتمكن المتحور الجديد وخصوصا مع تزامنه مع الفصل البارد، من الرفع من عدد الاصابات وربما إطالة أمد الموجة، لكن دون قلق يذكر على الصحة العامة ودون أي تخوف من ضغط أو ما شابهه".

ونصح عضو اللجنة العلمية، الفئات التي تعاني من هشاشة (بسبب السن أو الأمراض المزمنة أو الخطرة ....) باستكمال التلقيح بالجرعة الثالثة والرابعة، والتزام الحذر في الأماكن المغلقة والمزدحمة، والقيام بالكشف السريع عند ظهور أعراض الإصابة للاستفادة من العلاجات الضرورية ومنها مضادات الفيروسات التي يتوجب أخدها خمسة أيام على أبعد تقدير للحماية من الحالات الخطرة. 

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 05/12/2022 على الساعة 08:00