تدابير وإجراءات استباقية، تم اتخاذها على مستوى مختلف مناطق المملكة، لضمان حسن تدبير وتوزيع الموارد المائية المتبقية في انتظار نزول تساقطات مطرية تصلح ما أفسدته التغيرات المناخية.
لا تتجاوز الموارد المائية للمغرب حاليا 4 مليارات متر مكعب، في وقت مازالت فيه حقينة السدود الوطنية تواصل منحاها التنازلي، حيث سجلت، اليوم الثلاثاء 29 نونبر 2022، %23.81 فقط كنسبة إجمالية لملء كل السدود، مقارنة بـ%34.65 خلال نفس اليوم من السنة الماضية.
© Copyright : DR وحسب أرقام رسمية مصدرها وزارة التجهيز والماء، فقد تراجعت النسبة الإجمالية لملء السدود إلى 3 ملاييرو 836.39 مليون متر مكعب، مقارنة بـ 5 ملايير و586.25 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من السنة الماضية، مسجلة بذلك تراجعا بحوالي ملياري متر مكعب خلال سنة واحدة.
© Copyright : DR ويعتبر حوض أم الربيع، الذي يزود كبريات المدن بالماء الشروب، كجهتي الدار البيضاء سطات، وبني ملال خنيفرة، إلى جانب أهم المدارات السقوية بمياه الري، ( يعتبر) أكثر الأحواض تضررا، من مشكل ضعف التساقطات المطرية، حيث تراجع منسوب المياه فيه إلى 337.56مليون متر مكعب بنسبة ملء لا تتجاوز 6.81 في المائة.
© Copyright : DR
ومن بين السدود 11 التي تضمها الوكالة، كان سد المسيرة ثاني أكبر سد بالمغرب، والذي يزود مدن الدار البيضاء، سطات، برشيد، أزمور، الجديد، سيدي بنور، آسفي، بالماء الشروب، (كان) الأكثر تضررا، حيث باتت نسبة الملء لا تتجاوز 3 في المائة أي حوالي 90 مليون متر مكعب، مقارنة مع حجمه الطبيعي والذي يبلغ أزيد من ملياري و 650 مليون متر مكعب، فإذا تم احتساب أطنان الأوحال المترسبة بالسد فهذا الأخير أصبح جافا، وهو الشيء الذي انعكس سلبا على المدن التي كانت تستمد منه حاجياتها من الماء.
© Copyright : DR
سياسة خفض صبيب الماء، كانت من بين التدابير الاستعجالية التي تم اتخذاها بعدد من مناطق المملكة، للحد من تدفق المياه، خصوصا تلك التي وصلت لمرحلة "حرجة" بعدما باتت السدود التي تزودها بالماء الشروب عاجزة عن تلبية حاجياتها كمدن الدار البيضاء، برشيد، سطات، الجديدة، سيدي بنور، ونواحيها.
وفي 22 يوليوز 2022، أعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بكل من الجديدة وسيدي بنور "راديج"، عن لجوئها الاضطراري لخفض صبيب المياه الصالحة للشرب، ابتداء من الاثنين 25 يوليوز 2022، وذلك من أجل الحفاظ على الثروة المائية، بعد إعلان حالة الطوارئ المائية بالمملكة، وكذا تفعيلا لمقتضيات دورية وزير الداخلية عدد 12312 الصادرة بتاريخ 19 يوليوز 2022، المتعلقة بتدبير الموارد المائية.
وفي 29 يوليوز2022، أعلنت المديرية الجهوية بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بخريبكة، عن اضطرارها لخفض صبيب الماء الشروب بشبكات التوزيع بكل من المدن والمراكز التابعة لإقليمي برشيد وسطات، ابتداء من فاتح غشت 2022، من الساعة العاشرة ليلا إلى حدود الساعة السابعة صباحا من اليوم الموالي، وذلك في ظل تراجع حقينة السدود وانخفاض مستوى الفرشات المائية نتيجة ضعف التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة.
وخلال الأسبوع الماضي، قررت شركة "ليديك" المفوض لها تدبير الماء والكهرباء بالعاصمة الاقتصادية، عن خفض صبيب الماء بصنابير البيضاويين ابتداء من فاتح دجنبر المقبل، وذلك في إطار تحسين إدارة توزيع مياه الشرب في المدينة التي تعاني نقصا حادا في هذه المادة الحيوية.
وزير التجهيز والماء، نزار بركة، كان قد أكد في معرض رده على سؤال محوري، بمجلس المستشارين، حول "مواجهة أزمة الماء ببلانا"، بأن التساقطات المطرية الأخيرة، رغم أنها أفضل من تلك التي سجلت خلال السنة الماضية، إلا أنها تقل بـ 60 بالمائة عن المتوسط، مما يبين أن الإشكال مايزال مطروحا هذه السنة.
وزيادة على تراجع الواردات المائية، يضيف بركة، "حدث استغلال مفرط للفرشة المائية"، مشيرا إلى أن العادة جرت أن تتراجع الفرشة المائية بمتر إلى مترين، إلا أنها تجاوزت هذه السنة ثلاثة أمتار، بل تجاوزت في بعض الأحيان 6 أمتار، كما عليه الحال عليه في مدينة زاكورة وملوية العليا.
وقال الوزير إن منطقة البحر الأبيض المتوسط، ستعرف في أفق 2050، حسب المعطيات المتوفرة، تراجعا يتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة من الواردات المائية، مشددا على أن التغيرات المناخية حقيقة تعاني منها مجموعة من الدول ومنها المغرب.