بالفيديو: محطة معالجة المياه العادمة بوجدة.. تجربة جهوية رائدة في سقي المساحات الخضراء

Mohammed Chellay / Le360

في 20/11/2022 على الساعة 11:14

تعتبر محطة معالجة المياه العادمة بوجدة، التي تم تدشين شطرها الأول سنة 2010، من طرف الملك محمد السادس، تجربة رائدة في هذا المجال، خاصة من خلال المساهمة في ري المساحات الخضراء، وزادت أهميتها إثر هذه الظروف المناخية الحالية، والمتسمة بقلة التساقطات المطرية.

وأبرزت فاطمة الزهراء النزاغي، رئيسة مصلحة إزالة التلوث والمنشآت الكبرى بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة، في تصريح لـLe360، أن المحطة تضطلع بمشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، كمورد بديل، مشيرة إلى أنها تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على الموارد المائية، وتثمين الموارد غير التقليدية لهذه المادة الحيوية، عبر استخدامها في السقي، في وقت يُسجَّل فيه تزايد الطلب على الزراعات المسقية، وكذا انخفاض ملحوظ في وفرة المياه.

وأضافت ذات المتحدثة أن المحطة، المنجٓزة بغلاف مالي يقدر بـ213 مليون درهم، تعتمد على تقنية الأحواض المهواة، وتتميز بسلسلة متكاملة للمعالجة، تتضمن جميع المراحل التقنية، مما يتيح حسب النزاغي إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، لسقي أزيد من 1500 هكتارا من الأراضي الفلاحية، مبينة أن المحطة أقيمت على شطرين، من أجل مواكبة التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه المدينة، وكذا في إطار التدبير المندمج للموارد المائية، والحفاظ على البيئة.

وأكدت النزاغي أن المحطة المتواجدة على بعد 7 كيلومتر شمال مدينة وجدة، على مساحة 60 هكتارا، وتمكن من تلبية حاجيات ساكنة مدينة وجدة، من حيث معالجة المياه العادمة، إلى حدود سنة 2035، عبر معالجة نحو 65 ألف متر مكعب من المياه العادمة يوميا، مما يجعلها محجة رائدة على الصعيد الجهوي، ومن أكبر المحطات في شمال إفريقيا من حيث استخدام تقنية الأحواض المهواة.

وبخصوص تكلفة اشتغالها، بينت رئيسة مصلحة إزالة التلوث والمنشآت الكبرى، أن المحطة تمتاز باستهلاك منخفض للطاقة، بالنظر إلى أن جزءا من المعالجة، يتم بشكل طبيعي، مقارنة مع التقنيات الأخرى التي تتطلب منشآت إلكترو-ميكانيكية، واستهلاك كبير للطاقة، مضيفة أنها تتميز كذلك بمردودية عالية في معالجة تلوث المياه العادمة، تصل إلى نسبة 88٪، مبرزة أن المراحل التقنية التي تمر عبرها عمليات المعالجة، بدءا بالمعالجة القبلية، حيث تتم إزالة المواد الصلبة والعالقة، ثم المعالجة الأولية التي تتم عبر الأحواض غير المهواة، وهي 10 أحواض، فالمعالجة الثانوية التي تتم عبر تقنية التهوية بواسطة أجهزة ضخ الهواء (الأوكسجين)، لتسريع عملية إزالة التلوث في المياه العادمة، (24 حوضا، و152 جهازا لضخ الهواء)، لتبقى المرحلة الأخيرة والمتعلقة بالمعالجة الثلاثية، التي تتم عبر 21 حوضا، قبل أن يتم تصريف المياه العادمة في وادي بونعيم، في احترام تام للمعايير الوطنية في هذا المجال.

هذه المياه العادمة المعالجة، يستعمل جزء منها حاليا في سقي المنتزه الإيكولوجي في شمال مدينة وجدة، الذي يغطي 25 هكتارا من المساحات الخضراء المخصصة للأنشطة الرياضية والاسترخاء والتنزه العائلي، حيث يعتبر أول إنجاز من هذا النوع على مستوى جهة الشرق، الذي يقوم باستغلال الموارد غير التقليدية، مستغلا قربه من المحطة، ويعتمد هذا المنتزه نظام الري بالتنقيط، إذ تم وضع قناة على طول 4.5 كلم، وقُطر 225 ملم، لتزويده بالمياه المعالجة، انطلاقا من المحطة وحوض لتجميع المياه داخل الحديقة، إضافة إلى تعزيز هذه الآلية عن طريق نظام للتصفية والتعقيم، باستعمال الأشعة فوق البنفسجية.

واختتمت النزاغي تصريحها بالتأكيد على أن المحطة تعمل على زرع سياسة المحافظة على الموارد المائية، عبر تعميم عملية إعادة استعمال المياه المعالجة في المستقبل في كامل جهة الشرق، التي تعاني من شح الموارد المائية، وندرة التساقطات المطرية.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 20/11/2022 على الساعة 11:14