الخبر أوردته يومية "الصباح" في عددها ليوم الأربعاء 16 نونبر 2022، مشيرة إلى أن هيأة المحكمة بالمدينة المحتلة قضت بالحكم على المتهم بسنتين حبسا، وحرمانه من بعض الحقوق، ومنها عدم تولي أي مهنة أو نشاط تجاري لهما علاقة بالقاصرين إلى غاية 16 أكتوبر 2029، علما أن المدعي العام طالب بعقوبات أكثر تشددا نظرا لـ "بشاعة الجرائم في حق الأطفال".
وأبرزت اليومية أن الوحدة المركزية للجرائم الإلكترونية، التابعة للشرطة الإسبانية، اكتشفت أن المتهم تمكن من بيع 153 ملفا تتضمن صورا وفيديوهات جنسية لأطفال مغاربة في السوق السوداء، واعتبرتها هيأة المحكمة أدلة قاطعة لمتابعته بـ"إفساد القاصرين وحيازة ونشر المواد الإباحية".
وأضافت اليومية أن تحريات الشرطة حول أنشطة المتهم المشبوهة، انطلقت بمراقبته في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتتبع خيوط الفيديوهات الإباحية المتعلقة بالقاصرين، ما مكنها من اكتشاف بیعه "ملفات جنسية" في السوق السوداء، لأفراد شبكات أخرى لها علاقة بالدعارة، كما أدت تحرياتها، بتنسيق مع النيابة العامة، إلى البحث في العناوين الإلكترونية التي يتعامل معها المتهم، قبل مداهمة منزله والعثور على عدد كبير من وحدات التخزين وحواسيب، وتبين أن المشتبه فيه يتوفر على 80 ألف مقطع فيديو وصور لقاصرين مغاربة واستغلالهم جنسيا، أغلبهم لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة، منها فيديوهات تم تبادلها مع شبكات أخرى قصد بيعها في "الإنترنت المظلم" (وهو عبارة عن صفحات لا تخضع للمراقبة وتستغلها العصابات في الاتجار بالممنوعات أو تبادل المعلومات السرية).
وأشارت اليومية إلى أن المصالح الأمنية الإسبانية في سبتة المحتلة تجري تحرياتها حول مصدر الفيديوهات والضحايا وعلاقتهم بشبكات تستغل القاصرين المغاربة وتعتدي عليهم. كما تنكب على جمع معلومات عن أفراد الشبكة، التي سعى المدان إلى التكتم عن هوية أعضائها، إلا أن تحرياتها أكدت وجـود قاصرين تعرضوا لاعتداءات جنسية، كما حددت أسماء "الفضاءات" التي شهدت الوقائع، سواء تعلق الأمر بـالـتـحـرش الجنسي في شقق، أو فـي مركز إقامة المهاجرين المؤقتة.
يذكر أن جمعيات إسبانية بسبتة المحتلة راسلت الحكومة الإسبانية بخصوص مأساة قاصرين مغاربة تعرضوا لأبشع استغلال جنسي من قبل مافيا التهجير، إذ قالت جمعية "بيسكمو"، التي تعتبر إحدى أهم الجمعيات بإسبانيا، إن أبحاثها الميدانية بشوارع سبتة المحتلة بينت ارتفاع عدد القاصرين المغاربة الذين تعرضوا لأبشع استغلال جنسي، مقابل تهجيرهم إلى المدينة المحتلة في خطوة أولى، قبل الانتقال إلى الجنوب الإسباني، مشيرة إلى أنها راسلت كل المسؤولين الإسبان من أجل وضع حد لاستغلال الأطفال المغاربة جنسيا، وتوسيع مجال اشتغال السلطات الأمنية الاسبانية بالقيام بحملة واسعة لإيقاف مستغلي القاصرين المشردين جنسيا، ووضع حلول عملية لمنع الظاهرة.