هذا السد الواقع بين ملتقى جبال الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، ضواحي مدينة أزيلال، ويعتبر من بين الوجهات السياحية المفضلة لعشاق الهدو، الطبيعة، والمناظر الخلابة، تم يشييده بين سنتي 1949 و1953على وادي العبيد أحد أهم الأودية التي تصب في نهر أم الربيع، يصل علوه إلى 133 متر، وطوله 290 متر، فيما تبلغ حقينته الحالية 1.215 مليار متر مكعب.
وينتمي سد بين الويدان، إلى وكالة الحوض المائي لأم الربيع إلى جانب عشرة سدود أخرى، وهي الوكالة الأكثر تضررا من مشكل ندرة المياه، كما أنها المسؤولة عن تزويد كبريات المدن بالماء الشروب كالدار البيضاء، مراكش، بني ملال، الجديدة، سطات....
يقول رشيد شهري، وهو مهندس بوكالة الحوض المائي لأم الربيع، إن "السنة الهيدرولوجية 2021-2022 هي السنة الجافة الرابعة على التوالي، حيث أن مجموع التساقطات المسجلة بحوض أم الربيع إلى غاية نهاية غشت 2022 هو 198 ملم، في حين أن المعدل هو 421 ملم، أي بنسبة عجز بلغت 53%".
وحسب المسؤول، "انعكس ضعف التساقطات سلبا على الواردات المائية بالحوض، حیت بلغ حجم الواردات هذه السنة 773 مليون متر مكعب فقط، مقارنة مع المعدل السنوي الذي يقدرر بحوالي 3054 مليون متر مكعب، أي بنسبة عجز بلغت75% مقارنة مع المعدل".
ومن بين السدود الإحدى عشر المنتمية للحوض، سجل سد بين الويدان أكبر نسبة عجز وصلت إلى 86 في المائة، إذ سجل نسبة واردات لم تتجاوز 135 مليون متر مكعب، وتعتبرأدني قيمة واردات منذ إنشاء السد، حيث أن المتوسط يقدر ب954 مليون متر مكعب.
ومع هذا العجز يضيف المسؤول بوكالة أم الربيع، "تم القيام بتدابير تقييدية في مياه السقي، منذ أربع سنوات وذلك بالقيام بإمدادات أقل من الأحجام المطلوبة، نظرا لوضعية السد بسبب قلة الامطار وضعف الواردات". وخلال هذه السنة "تم توقيف الامدادات بمختلف المدارات السقوية و تخصیص مخزون سد بين الويدان للماء الصالح للشرب، وذلك بهدف ضمان التزود بهذه المادة الحيوية والذي تعطى له الأولوية، في انتظار تحسن الوضعية الهيدرولوجية للسدود".
وبالرغم من التراجع المقلق لحجم الماء فيه، إلا أن سد بين الويدان ساهم في إنقاذ سد المسيرة الذي يزود العديد من المدن کالدارالبيضاء، الجديدة، اسفي، سيدي بنور، اليوسوفية، برشيد، سطات، بن جرير، والمراكز المجاورة، بالماء الشروب، بعدما أصبح عاجزا عن تلبية حاجيات الساكنة إذ انخفضت نسبة ملئه إلى %3، حيث أكد رشيد شهري أنه ولأول مرة "تم تحويل ما يقارب 160 مليون متر مكعب، انطلاقا من سد بين الويدان لتقوية حقينة سد المسيرة".
هذا وبالرغم من التدابير الإستعجالية التي اتخذتها السلطات المختصة لتدبير أزمة الماء بالمملكة، إلا أن وضعية السدود تواصل منحاها التنازلي يوما بعد يوم، مسجلة أرقاما غير مسبوقة، فمنها من وصل مخزونها إلى الخطوط الحمراء، ومنها من باتت تصنف جافة.
تصوير ومونتاج: عبد الرحيم الطاهري