طبيب نفسي يكشف أسباب الإصابة بـ«رهاب التلامس» بعد كورونا والجدري

صورة تعبيرية . DR

في 06/08/2022 على الساعة 22:00

منذ بداية جائحة كورونا، انتشر لدى العديد من الأشخاص، خاصة المصابين باضطراب الوسواس القهري «رهاب التلامس»، وذلك خوفا من التقاط عدوى الكوفيد، مما أثر على حياتهم بشكل سلبي، ومع ظهور جدري القردة في عدد من البلدان، تنامى هذا الخوف لديهم وأصبح عائقا جديدا في حياتهم الشخصية والعملية.

وللحديث عن هذا الموضوع، كشف الطبيب النفساني رضا محاسني، اخصائي في علم النفس في إتصال هاتفي مع le360، أن رهاب التلامس هو رهاب يعتري بعض الأشخاص، ويجعلهم يشعرون بالخوف من لمس أشخاص آخرين، مما يؤثر على حياتهم بشكل سلبي.

وأوضح المتحدث ذاته، أن ثقافتنا المغاربية والمتوسطية تجعل من التلامس شيء مهم وضروري، لأننا كشعوب نميل إلى العناق للتعبير عن مشاعرنا، إلى جانب أننا نسلم بشكل حميمي، ونقترب من بعضنا البعض بشكل كبير لنظهر مدى حبنا للطرف الآخر.

وأضاف الطبيب النفساني أن هذه العوامل جميعا، والتاريخ الشخصي لكل فرد، والمحطات الصدامية التي عاشها، تؤثر هي الأخرى عليه وتحدد سلوكه وهو بالغ، إلى جانب كيفية تعامله مع هذا الرهاب ومحاولة محاربته بالعلاج، وأيضا العامل الإجتماعي والإيديولوجي والثقافي، مثل رفض بعض النساء لمسهن من قبل الرجال الغرباء عموما، إضافة إلى ظروف التشديد والتي من بينها جائحة كورونا وجدري القدرة، اللذان زادا من حدة الإصابة برهاب التلامس، والذي كان قائما بذاته من قبل، لكنهما منحاه أبعادا أكثر حدة.

وأوضح محاسني، أن هناك ثقافات أخرى لم تعاني بشكل كبير من رهاب التلامس، من بيها الثقافة الآسوية، وخاصة الثفافة اليابنية، لأن شعوبها لا تحتاج إلى التلامس لتحية الأشخاص الآخرين، لأنهم مهيؤون لهذا الأمر وتعتبر مرحلة إعتيادية بالنسبة لهم، فلكل شخص لديه مساحته الخاصة به، عكس الشعوب العربية التي تتعايش مع التلامس في الفضاءات العامة مثل الحافلات والطرامواي في أوقات الذروة، إلى جانب الأسواق والملاعب الرياضية، مما خلق مشكلة للأشخاص المصابين بفوبيا التلامس، والذين يعتبرون الأمر إعتداءً عليهم وتهجم على الفضاء الخاص به، في حالة لمسه دون إذنه.

وشدد الطبيب النفساني على أن جميع أنواع الرهاب بالإمكان العلاج منها، لكن إنطلاقا من حصص علاج فردية، والتي تأخذ بعين الإعتبار التاريخ المرضي للشخص، وإعتماد العلاج التدريجي، الذي يعطي في الغالب نتائج محمودة وجيدة، شريطة أن لا يتحول العارض إلى مرض آخر، حيث أن العمل بعمق على الموضوع يجعل من الرهاب مجرد ذكرى.

وختم الأخصائي النفساني حديثه بضرورة التفرقة بين ما هو ثقافي وما هو مرضي، حيث أن هناك أشخاصا تربوا في ثقافة معينة لا تشجع على التلامس ويغيب عنها ما نطلق عليه الدفئ، والذي يعتبر لدى الأشخاص المصابين بالرهاب إعتداءً على الحميمية والفضاء الخاص بهم.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 06/08/2022 على الساعة 22:00