وقال مصطفي علاوي، رئيس "تعاونية أمل-إديكل"، إنه "بعد صراع دام لأكثر من عقدين بين معارض ومؤيد لتأسيس تعاونية غابوية بمنطقة تقفاجوين، أخيرا رأت التعاونية الغابوية أمل-إديكل النور بتيقاجوين بالجماعة القروية لسيدي يحيى ويوسف.. وذلك بعد جهود كل من عامل اقليم ميدلت ورئيس دائرة بومية، قائد قيادة تونفيت، المدير الاقليمي للمياه والغابات ومهندس المياه والغابات بمركز تونفيت ورئيس الجماعة القروية لسيدي يحي ايوسف".
وحول دور هاته التعاونية، أوضح علاوي في تصريح لـLe360 أنه "إضافة إلى عزمها (التعاونية) على استغلال الغابة من خلال تنقيتها من العود الصناعي للأرز الناتج عن القطع العشوائي لشجر الأرز، الذي عانت منه غابة تيقاجوبن منذ عقود، فهي تهدف إلى إدماجها من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات كفاعل أساسي للحفاظ على الموروث الغابوي بالمنطقة، من خلال تشغيل المتعاونين الغابويين في مشايع التشجير ومحاربة انجراف التربة من خلال بناء سدود حجرية في الشعاب".
كما تهدف، حسب رئيس التعاونية، إلى "تشغيل المرأة القروية في أشغال تلائمها في المجال العابوي، وتطوع المتعاونين كحراس للغابة ومساعدة عناصر المياه والغابات بتيقاجوين، وتثمين المنتوج الغابوي من خلال استخلاص الزيوت الاساسية وتسويقها، إضافة إلى إعطاء صبغة وطنية للمنطقة من خلال إنشائها لمشاريع تهم السياحة والفلاحة البيئية بالمنطقة بعقد شراكات مع كل المتدخلين في المجال الغابوي والبيئي والفلاحي والسياحي".
وأضاف الفاعل الجمعوي المعروف بالمنطقة أن تعاونية أمل إديكل تتكون، إلى حد الساعة، من 110 متعاون غابوي من ساكنة الدواوير المحاذية للغابة التابعة للمنطقة الغابوية لتيقاجوين، من بينهم 6 نساء، وهو سابقة في التعاونيات بالأطلس المتوسط، ومازال باب الانخراط مفتوح".
وقال علاوي إن "التعاونية تمكنت، بفضل استجابة كل من عامل الإقليم والمدير الإقليمي للمياه والغابات بميدلت، من الاستفادة من قطعة غابوية من أجل استغلالها من طرف التعاونية، حيث سيتم في الأيام المقبلة إبرام اتفاقية مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل استغلال الحصة المهيأة، وذلك بتنقيتها من بقايا عود الصناعة الناتج عن التخريب الذي عرفته المنطقة منذ سنوات".
واستطرد مضيفا أن التعاونية "باشرت تسجيل منخرطيها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بميدلت، وذلك لضمان حقوق منخرطيها فيما يخص التعويضات العائلية والتامين الاجباري عن المرض والتغطية الصحية والولادة والاستفادة من التقاعد والتعويض عن العجز، كما تبحث عن شراكات مع جهات أخرى في المغرب والخارج من أجل تكوين المتعاونين وتبادل المعارف والخبرات".
وثمن رئيس تعاونية أمل إديكل المجهودات التي تقوم بها المياه والغابات بتونفيت من أجل الحد من "نزيف غابة تيقاجوين"، كما أشاد بجهود النيابة العامة والقضاء بميدلت، اللذان "يتصديان للمخالفين والمتورطين في اجتثاث أشجار الأرز بإصدار أحكام ردعية في حقهم".
هذا ويشتهر إقليم ميدلت بغابات أرز تقدر مساحتها بـ40 هكتار، خاصة غابات بويزار، إيفرض، سيدي يحي أويوسف، تيقاجوين. وتتراوح القيمة المالية لكل شجرة أرز بين 60 ألف و80 ألف درهم ويصل عمر بعضها إلى 300 سنة، ومع ذلك تتعرض للاستنزاف باستمرار حسب أهالي المنطقة الذين يشيرون بأصابع الاتهام إلى شبكات يصفونها بـ"مافيا الذهب الأخضر".