وعادت أجواء اللقاء بين مريدي الطريقة بعد سنتين من الغياب، إثر انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث حج لمقر الزاوية مريدو الطريقة ومحبوها من جميع جهات المملكة، وكذا من خارج أرض الوطن، من جنسيات عربية وغير عربية.
وفي هذا السياق، أبرز الدكتور مولاي منير القادري بودشيش، في تصريح لـle360، أن الاحتفال بليلة القدر يتعلق بما سماها "مدرسة شهر رمضان"، المتميزة بالأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية، والعطاء والسخاء والتضامن، مبينا أن الطريقة القادرية البودشيشية دأبت كل سنة على تخصيص برامج متعددة في هذا الشهر الفضيل، من تلاوة القرآن وحصص الذكر والتعبد به، وكذا الاعتكاف خاصة في العشر الأواخر منه.
وبين ذات المتحدث أن الغاية تبقى تدبر خلُق الرسول الكريم وسنته، المستمدة من كتاب الله تعالى، معتبرا أن هذا الأمر هو ما جعل "التصوف أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف"، حسب تعبير مولاي منير، ومؤكدا أن المغرب سيظل بلد التصوف بامتياز، مستشهدا بمقولة "إذا كان المشرق بلد الأنبياء، فالمغرب بلد الأولياء والصالحين".
بدوره، أبرز مولاي معاذ القادري بودشيش رئيس مؤسسة الجمال، أن الذكر والمذاكرة بالطريقة القادرية البودشيشية ليس موسميا، مشيرا إلى أنه بمناسبة ليلة القدر المباركة، فقد ختم مريدو الطريقة آلاف الختمات القرآنية، أو ما يصطلح عليه بـ"السَّلْكات"، وافتتاح أخرى على أن تختم في ذكرى المولد النبوي الشريف المقبل، مؤكدا على أن أذكار الطريقة التي يقرها شيخها لأتباعها تتمحور حول تزكية النفس وحفظ الوطن والسلطان أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
