وكشفت مصادر Le360، أن تسليم الجاني على المكتب المركزي للأبحاث القضائية أتى بعد بحث معمق معه من طرف عناصر الفرقة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، وذلك من أجل الوقوف على جميع حيثيات هذه الجريمة التي كسرت هدوء جهة سوس - ماسة وتحديد ما إذا كانت نوعية الفعل الإجرامي عملا إرهابيا أو عاديا مرتبطا بسلوك شاذ صدر من شخص يشتبه في إصابته بخلل عقلي.
وقالت مصادرنا إن الموقوف، البالغ من العمر 31 سنة، وُجهت له تهم القتل العمد ومحاولة القتل العمد في حق مواطنتين أجنبيتين، واحدة بمدينة تيزنيت وأخرى بأكادير، مضيفة أن البحث الأولي حول حياة الجاني كشف عن كونه طالبا جامعيا حاصلا على شهادة الإجازة في الدراسات الإنجليزية، وسبق وأن حاول الانتحار بمسقط رأسه ببويزكارن بإقليم كلميم نقل على إثره إلى مصلحة الطب النفسي بالمستشفى الإقليمي بتيزنيت لتلقي العلاجات الضرورية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المشتبه فيه قام أيضا في وقت سابق بتمزيق أعلام دول أجنبية بمدينة تيزنيت دون أن تعرف خلفيات إقدامه على ذلك، كما عثرت المصالح الأمنية داخل منزله الكائن بالمدينة العتيقة بتيزنيت، على 3 حواسيب وكتب دينية ودستور تونس، مشددة على أنه كان يكتب خواطر على فلسطين.
وعن الجانب القانوني في حالة ثبت أن المعني يعاني من اضطرابات نفسية كما جاء في بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، فقد أوضح مصدر قضائي لـLe360، أن المسؤولية الجنائية للمشتبه فيه تكون كاملة الأركان في حالة كانت وضعيته العقلية سليمة، مشيرا أن إثبات ذلك وتأكيده سيكون عن طريق الخبرة الطبية التي ستجريها المحكمة المختصة.
وأضاف مصدرنا أنه في حال ثبوت إصابة الجاني باضطرابات نفسية فإن المسؤولية الجنائية تنعدم ويحال على أقرب مستشفى لعلاج المختلين العقليين، وذلك بسبب انعدام النية الإجرامية وفقدان الإدراك والتمييز بشكل واضح، منبها إلى أن المسؤولية الجنائية قد تتوفر أيضا في حال كانت إصابة المعني متذبذبة أو زمنية بمعنى أن تكون تلك الاضطرابات تأتيه فقط بين الفينة والأخرى، مما سيعرضه للعقوبات الجنائية المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي وفقا للسلطة التقديرية للهيئة القضائية التي تنظر في الملف واستنادا على الأدلة الكافية التي تدينه بشكل صريح بما فيها الخبرة الطبية.
وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قد أورد أن المشتبه فيه رصدته كاميرا محل تجاري بالسوق البلدي بتزنيت وهو يعرض مواطنة أجنبية لاعتداء جسدي مفضي للموت بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يلوذ بالفرار ويتم توقيفه بمدينة أكادير بعدما حاول ارتكاب اعتداءات جسدية في حق زبائن مقهى بالشريط الساحلي، من بينهم ضحية من جنسية بلجيكية تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
وأضاف المصدر ذاته أن إجراءات التحقق من الهوية والتنقيط بقواعد البيانات الأمنية ومراجعة السجلات الطبية قد كشفت أن المشتبه فيه سبق إيداعه بجناح الأمراض العقلية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، لمدة شهر ابتداء من تاريخ 25 شتنبر إلى غاية 25 أكتوبر 2021، وذلك بموجب أمر تسخير صادر عن السلطة المحلية.