محلل إجتماعي يشرح خطورة التنمر في المدراس على الأطفال

صورة تعبيرية . DR

في 18/01/2022 على الساعة 19:30

يعتبر التنمر المدرسي سلوك غير مرغوب به داخل الوسط المدرسي، حيث يؤثر بشكل كبير على الأطفال المُتَنَمر بهم، ويجعلهم عرضة لبعض الأمراض النفسية التي تؤثر على دراستهم ونشاطهم، كما أنه يظهر خلل لدى الطفل المُتَنِمر الذي يحاول تخويف زملائه سواء جسديا أو نفسيا.

وتعليقا عن الموضوع، أوضح محسن بنزاكور، أستاذ علم الاجتماع النفسي لـle360، أن التنمر في المدارس هو ظاهرة تلقيدية وليست بالحديثة العهد، وتنتج عندما يجتمع الأطفال في ما بينهم، حيث أن الطفل يرغب في إظهار حضوره داخل المجموعة على حساب الآخر.

وقال بنزاكور إن هناك إشكالات كبرى داخل الفصل المدرسي تجعل التنمر يظهر بشكل خيالي وكبير، وأن هذه الإشكاليات تتمثل في غياب كل الوسائل البديلة للتحكم في الغضب، ورفض العلاقة مع الآخر سواء من خلال التواصل أو الإحترام أو الحياة المشتركة.

وأضاف بنزاكور «الطفل يذهب للقسم لتعلم المعلومة لكنه لا يتعلم المهارات الحياتية، وهو ما يجعل الأطفال كلما كان هناك لقاء، كلما كان هناك تمنر، وهو التهديد والإقصاء من المجموعة، والعنف اللفظي والذي ربما يصل إلى العنف الجسدي، مما يجعل الطفل المتنمر به لا يستطيع أن يواجه الطفل المتنمر، وهو ما يجعل حجم السيطرة عليه كبيرا، وحين لا يتم ملاحظة هذه الأمور تزداد المسألة في التفاقم، حيث يتعرض الطفل للتنمر في أدواته وأشيائه الخاصة ويتم إجباره على أداء الواجبات المدرسية للمتنمر وغيرها من الأمور».

واسترسل المتحدث ذاته «إن تأثير التنمر على الطفل المتنمر به تجعله يفقد الثقة في النفس، ولا يستطيع أن يجد مكانا له داخل المجموعة، وينطوي على نفسه، وربما تظهر لديه أعراض فيزيائية مثل القلق في النوم، مغص في البطن، صداع الرأس، تراجع مستواه الدراسي، وهو ما يجعله منه ضحية أكثر من أن يكون طفلا عاديا، خاصة إلى طالت المدة أصبح التهديد يمس حتى البعد الجسدي وليس النفسي ققط، مشددا على أن الطفل المتنمر به حين لا ينتبه إليه يشعر بأنه مهمل وغير مرغوب به، مما يضعف شخصيته، وربما يصل الأمر إصابته بالإكتئاب ».

وعن أسباب التي تدفع بعض الأطفال إلى التنمر، قال بنزاكور « إن الإنسان بطبعه مهما كان سنه يحب التملك، وهو ما يتحول إلى أنانية، أي أنني لدي فرصة لإثبات الذات على حساب الآخر، وأن ردة الفعل الضعيفة لدى الآخر تجعل المتنمر يمر إلى الخطوة الموالية، ففي البداية تكون مجرد محاولات لخلق فضاء خاص به يتسيد به، لكن ردة فعل الآخر الضعيفة، وغياب التأثير النفسي في المدرسة، يجعل المتنمر يتحول إلى متنمر فعلي وليس فقط على مستوى الفكرة، حيث يمر إلى الفعل الذي يجد صداه لدى الأطفال الآخرين الذين يشجعونه على التنمر إما خوفا أو إعجابا به ».

وذكر بنزاكور أن أكثر الأشياء التي تدفع الأطفال إلى التنمر هي بعض النصائح التي تقدمها الأسرة لطفلها، منها جملة « لي ضبرك ضربو »، فهذه الجملة تساهم بشكل كبير على التنمر، ومعناها أن لا مكان لك بالمدرسة إلا إذا كنت عنيفا، حيث تصبح داخل مخلية الطفل وبالتالي يأخذها كممارسة للدفاع عن النفس، وإتباث الذات، وليس بالجانب العقلاني والمعرفي.

وأوضح بنزاكور أن دور الأسرة المباشر في بعض الأحيان ربما يكون أخطر، خاصة في حالة ما كانت العلاقة بين الأباء متوثرة ومبنية على العنف، حيث يشعر الطفل بأنه إذا أراد أن يكون قويا عليه أن يكون عنيفا ويشبه الطرف القوي في العلاقة، وهو ما يجعله يتبناها في المدرسة.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 18/01/2022 على الساعة 19:30