بالصور: باعة جائلون يحتلون المِلك العمومي بأكادير

DR

في 25/12/2021 على الساعة 08:00

تحولت مجموعة من أحياء وشوارع مدينة أكادير إلى أسواق عشوائية وأخرى بدون رصيف، بسبب ممارسات الباعة الجائلين ومحلات تجارية لا تحترم المِلك العمومي، ما أثار غضبا واسعا في صفوف الساكنة.

أسواق عشوائية حولت حياة السكان إلى جحيم

يعد شارع الإمام البخاري بحي ليراك وبوركان من النقط السوداء بأكادير، حيث يواصل الباعة الجائلون عرض سلعهم وسط الشارع والطريق التي تمت إعادة تهيئتها من جديد لكن طموحات السكان منها وانتظارات مستعمليها لم تكن كما يشتهونها، لتصير "مرتعا" خصبا لعربات مجرورة من شتى الأنواع تباع فيها الخضر والفواكه وأكلات خفيفة وملابس وغيرها من الحاجيات اليومية.

الوضع المقلق للشارع والحي عموما دفع بالسكان إلى مراسلة والي جهة سوس - ماسة للتدخل وإنهاء هذا الكابوس المتواصل، حيث قال الغاضبون في بيانهم، الذي اطلع Le360 على نسخة منه: "يؤسفنا سيدي الوالي المحترم أن نرفع إلى جنابكم هذه الشكاية والتي مضمونها أنه ومند شهور عديدة ونحن ساكنة شارع الإمام البخاري نعاني الويلات جراء الاحتلال الكارثي للباعة المتجولين بمختلف أصنافهم لشارع الإمام البخاري حي بوركان وللمربد الوحيد الذي تركن فيه السيارات بعد الأشغال التي عرفها الشارع المذكور وما يخلفه نشاطهم من أوساخ وضجيج يقلق راحة الساكنة إلى حدود ساعات متأخرة دون مراعات للحالة الوبائية التي تعانيها البلاد".

وأضاف المصدر ذاته: "ورغم المجهودات الجبارة التي قام بها السيد قائد الملحقة الإدارية الخامسة وكذلك أعوان السلطة مشكورين لترحيل هؤلاء، إلا أنه بقي الحال كما هو عليه، وهذا ما يلحق ضررا كبيرا على التجار وكذلك على الساكنة، ويشكل خطرا نتيجة التجمعات الكبيرة وغياب التدابير الوقائية للحد من انتشار وباء كوفيد-19، ناهيك عن العرقلة الكبيرة لحركة السير والجولان بالشارع، مما ينتج عنه عزوف مجموعة من زبناء المتاجر نظرا للاكتظاظ الكبير وغياب موقف للسيارات"، مطالبا بتدخل عاجل للوالي لإخلاء الشارع من الباعة الجائلين لتنعم الساكنة بالهدوء والسكينة.

حي الداخلة.. بؤرة أزبال

تفاجأ ذات يوم السكان بإقامة فضاء تجاري يضم الباعة الجائلين خاصة بائعي الخضر والفواكه بمربد كائن بجوار مسجد أبي بكر الصديق بحي الداخلة، ما أثار غضبهم واستنكارا شديدا، فيما اختار آخرون مغادرة المكان وكراء منازلهم ومحلاتهم التجارية والبحث عن مساكن أخرى هربا من الروائح الكريهة المنبعثة من السوق والضجيج والفوضى الذي يتسبب فيها المستغلون لهذا المربد.

الواقع الجديد للمربد دفع بالسكان إلى مطالبة الوالي بالتدخل لإنهاء هذا التجمع الذي لا يسيء فقط للقاطنين بالحي بل إلى المسجد الذي يشهد توافد العشرات من المصلين يوم الجمعة في المقابل تقاطر عدد كبير من الباعة على المربد وبمحاذاة منه، ما يجعل المكان "مقززا" و"مثيرا للاشمئزاز"، يقول أحد المتضررين في اتصال مع مراسل Le360.

وأضاف المصدر ذاته أن المكان أصبح أيضا مرتعا للمدمنين على المخدرات وممرا خطيرا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم ما يهدد أمن الجميع، يقول المصدر، مشددا على ضرورة وقف زحف الباعة وترحيل المحتلين لهذا المربد.

الوالي يتدخل..

أصدر والي جهة سوس-ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان قرارا يقضي بإنهاء تواجد هذا الفضاء بالحي المذكور، قائلا: "يحذف الفضاء المتواجد على مستوى المربد الكائن بجوار مسجد ٱبي بكر الصديق بحي الداخلة من مشمول الفضاءات المدرجة لإيواء الباعة الجائلين، تنفيذا للحكم القضائي عدد 286 بتاريخ 2019/01/29 الصادر عن المحكمة الإدارية بأكادير، والمؤيد استئنافيا بالقرار عدد 2037 بتاريخ 2019/12/04 والمفتوح ملفه للتنفيذ بذات المحكمة تحت عدد 2020/520"، مطالبا السلطات المحلية وجماعة أكادير بتنفيذ هذا القرار كل حسب اختصاصه.

قرار موقوف التنفيذ حتى الآن

منذ صدور القرار العاملي يوم 11 دجنبر 2020 إلى يومه الأربعاء 22 دجنبر 2021، لم ينفذ، يقول المتضررون في اتصال مع Le360، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول دواعي امتناع الجهات المختصة عن تنفيذ الحكم القضائي الذي بنى عليه والي الجهة قراره.

شوارع كبرى بدون أرصفة

المار من عدد من شوارع مدينة أكادير سيجد أن السير على بعض الأرصفة أمر مستحيل بعد أن احتله بعض أرباب المحلات التجارية في خرق صارخ للقانون الجاري به العمل، ما جعل المواطنين في الكثير من المرات يطالبون بتدخل الجماعة لتحرير الملك العمومي من قبضة التجار حفاظا على سلامتهم وضمانا لحقهم في المشي فوق الأرصفة عوض الطريق المخصص للسيارات والدراجات بصنفيها.

الظاهرة ووفق ما عاينه مراسل Le360 تبرز بالأساس في أحياء وشوارع حي السلام، رياض السلام، الداخلة، الهدى، التضامن، المسيرة، جنبات سوق الأحد، سيدي يوسف، ليراك، بوركان وأماكن أخرى، ليرخي هذا الاحتلال الفاضح بظلاله على المشهد بالمدينة ويزيد من معاناة المارة الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة مخاطر الطريق وسندان السرقة التي تكون في متناول أصحاب الدراجات النارية الذين يستغلون هاجس الخوف الذي يسيطر على المواطنين المارين وسط الطريق للاستيلاء على ممتلكاتهم من المال والهواتف النقالة وغيرها من الأشياء الثمينة.

يبقى السؤال المطروح، يقول متتبعون، متى تتدخل الجهات المعنية لإعادة الاعتبار لأرصفة وشوارع المدينة التي تراهن على السياحة الداخلية والخارجية في اقتصادها في ظل هذه المشاهد التي يندى لها الجبين وتحول حياة السكان إلى جحيم لا يطاق؟

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 25/12/2021 على الساعة 08:00