خبير يكشف لـLE360 المعنى الحقيقي لـ"التوكال" ولماذا يتم ربطه بالسحر

DR

في 19/12/2021 على الساعة 22:00

خلق الفنان المغربي محمد الريفي مؤخرا، ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره في بث مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتألم من شدة الوجع في بطنه، كاشفا أنه تعرض لتسمم حاد وأنه يعاني من هذه الألام منذ خمشة أشهر.

تم تداول فيديو محمد الريفي بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلب النشطاء رجحوا أن يكون الريفي ضحية "للتوكال"، ونصحوه بالتوجه إلى بعض الرقاة أو "المتخصصين" في علاج "التوكال" حتى يتخلص من هذه الآلام المبرحة، خاصة أنه كشف بأن الأطباء عجزوا عن معالجته.

وللتعرف على مفهوم "التوكال" في المجتمع المغربي، وهل هو حقيقة أم خرافة يؤمن بها البعض ويربطونها بالسحر، تواصل موقع LE360، مع الدكتور جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، الذي قال في تصريحه: " التوكال في المجتمع المغربي، مرتبط بوجود ضحية وجاني وهذا الأخير يدفع الضحية الذي قد يكون الزوج أو الحبيب، إلى تناول مادة سامة أو مخدرة، تجعله يفقد توازنه النفسي ويصبح مسيرا من الجاني كما يقول المثل المغربي "ديرو خاتم في صبعها"."

وتابع: " وبطبيعة الحال ليس من الضروري أن تقع عملية "التوكال" بين الأزواج أو العشاق فقط، وليس من الضروري أن يكون دائما الرجل هو الضحية لأننا نرى العكس كذلك. وتمارس عملية التوكال في جميع المواقف والميادين، كعندما يريد شخص معين أن يصل الى رغباته سواء بين الزوجين أو بين زوجة الابن و"العكوزة" أو في ميدان العمل أو فقط لغرض الانتقام ".

لماذا يتم ربط التوكال بالسحر؟

وعن ربط "التوكال" بالسحر، يقول مبروكي: " المجرم في غالب الأحيان ما يلجئ إلى السحر لتحقيق غرضه، فحسب الثقافة العالمية، السحر لا يترك أي دليل إدانة، وبالتالي لا يمكن للضحية أن يثبت أنه كان ضحية للسحر".

وأردف قائلا: " وعندما يفشل مشروع "السحر" ينتقل الجاني إلى "التوكال" الذي يظل سما ولا يعتبر سحرا كما يعتقد البعض. وللأسف هناك بعض المواد التي تستعمل في التوكال، لا تترك أي دليل إدانة ضد الجاني، كالمواد التي تستعمل عادة في التغذية مثل جوزة الطيب (الكوزة)، فهذه المادة إذا استعملت بكمية كبيرة فإنها تعطي نفس مفعول الإيكْسْتازي، وبالتالي يمكن ان تتسبب في موت الشخص".

ومن المواد التي ذكرها مبروكي أيضا، "حبوب (النافع والشيبة والسالمية) وغيرها من الحبوب، وبالتالي يتمكن الضحية من فهم ما يقع له ويؤول الأمر إلى السحر".

وكشف هذا الدكتور أن هناك من يستعمل بعض العقاقير التي تؤثر على الدماغ مثل الفطر وشقائق النعمان او الخشخاش، والتي يمكن شراءها من الصيدليات، هذا بالإضافة إلى بعض المواد المعدنية السامة، والتي تؤثر على الدماغ، كالزئبق.

وأضاف: "عندما يتم خلط بعض العقاقير، يؤدي ذلك إلى خلق تفاعلات تخدر الدماغ أو تلحق أضرارا بالمخ، الكبد، الكلى والشرايين".

وكشف مبروكي أن التوكال يمكن أن يكون مادة تؤكل أن تستنشق، كالبخور أو من خلال وضع العقار المخدر والسام على الوسادة أو على الملابس أو في أي مكان من البيت أو المكتب او السيارة إلخ.

وبالإضافة إلى التوكال عن الطريق الشم، يوجد نوع آخر من التوكال الذي يتعرض له الضحية عن طريق اللمس، حيث يتسرب العقار عن طريق الجلد ويصل الى الدم ثم إلى الدماغ. ويضع الجاني السم في أي شيء يمكن أن يقوم الضحية بلمسه، كملابسه، مقود السيارة...إلخ".

وعن علاقة التوكال بالمرض النفسي، أكد مبروكي أن غياب الثقافة الطبية تجعل المريض عضويا أو نفسيا يعتقد انه ضحية العين أو السحر أو الجن أو التوكال.

تحرير من طرف غنية دجبار
في 19/12/2021 على الساعة 22:00