وأوردت يومية "الصباح"، في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، أن المتهم يتابع بالتحرش الجنسي والتحريض على الفساد والتمييز بسبب الأصل الاجتماعي والجنس، وذلك بربط تقديم منفعة مبني على ذلك، وإهانة الضابطة القضائية بالتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها والعنف النفسي في حق امرأة من قبل شخص له سلطة عليها، والتزوير في وثيقة تصدرها الإدارة (الكلية).
ومـن سـخـريـة الـقـدر فـي هـذا الملف، تضيف الجريدة، أن الأسـتـاذ المـتـهـم اسـتـبـق مـا وقـع لـه في سؤال وجـهـه فـي أحـد الامتحانات ضـمـن الـحـيـل لإسقاط ضـحـايـاه حتى من خلال الأسئلة التي كان يضمنها في امتحاناته، من قبيل "إذا عرض أستاذ على إحدى طالباته منحها نقطة سخية دون اسـتـحـقـاق مـقـابـل خـدمـات جنسية تحت الإكـراه، وتـم نـشـر الـرسائل القصيرة المتبادلة بين الطرفين على واتساب وفيسبوك، ما هو التكييف القانوني المناسب للنازلة؟".
وأضاف قائلا حول التكييف القانوني لمضمون سؤاله:" الابتزاز، خيانة الأمانة، هتك عرض أشخاص ممن له سلطة عليهم، الشطط في استعمال السلطة، التجاوز في استعمال السلطة، التعسف في استعمال الـحـق، مع ذكر أي المتابعتين أولى بالتطبيق: المساءلة التأديبية أم الملاحقة القضائية أم هما معا؟ بماذا تفسر ذلك؟"، وهي الطريقة التي كان يحاول من خلالها استدراج ضحاياه لممارسة الجنس مقابل النقط.
وحسب اليومية، فقد وقفت الأبحاث على محادثات إباحية بين إحدى الطالبات التي اعترفت خلال الاستماع إليها بضغطه عليها لأجل استغلالها جنسياً رفقة شقيقتها، بل استباح كذلك عرض والدتهما بعد أن طلب منها السماح له بممارسة الجنس مع والدتها من خلال 123 مكالمة تم رصدها، وهي الطلبات التي أكدت الضحية أنها كانت تسايره فيها مخافة نفوذه داخل الكلية، في محادثات ليلية عن طريق "واتساب"، وهي المحادثات التي كانت وراء تفجير الملف بعد أن تم تداولها بين عدد من الطلبة.
وبينت الأبحاث أن الأستاذ المتهم بعد أن توصل بـمـحـادثـاتـه مـن صـديـق لـه، حـاول اسـتـبـاق الـفـضـيـحـة بـوضـع شـكـايـة سـرقـة هـاتـفـه المـحـمـول، وتـضـمـيـن تـلـك الـرسـائـل بـهـدف الإساءة إليه غير أن الأبحـاث التقنية المـجـراة أظـهـرت أن الـرسـائـل المبعوثة، سـواء قـبـل الـفضيحة أو بـعـدهـا من الـهـاتـف نـفـسـه، الـذي ادعـى سـرقـتـه وتضمين تلك المحادثات بهدف التشهير به، مخافة حـجـزه وإجـراء خـبـرة تقنية عليه، وفقا للمصدر ذاته.
وطـالـت الانـحـرافـات المنسوبة للأستاذ الجامعي، تضيف الجريدة، كذلك الـتـزويـر فـي نتائج الامـتـحـان لفائدة عـدد مـن الـطـلـبـة، ضمن الماستر، الذي كان يشرف عليه، ولم يتوقف الأمر عند الاستغلال الجنسي للطالبات، بـل وصـل حـد تـزويـر النقط لأشخاص تربطه بـهـم مصالح شخصية نظير خدمات أو امتيازات، كما تفنن المشتبه فيه في طرق استغلال ضحاياه، إذ كان يرسل لهن صورا تجمعه بشخصية سياسية نافذة، تربطه بها علاقة قرابة لانتمائهما للمنطقة نفسها، كما كان يعمد إلى الوساطة بين الطالبات وبعض الأساتذة لأجل منحهن نقطا تمكنهن من النجاح في الامتحان متجاوزا كل القوانين.