وتسببت هذه القناديل، التي غزت بشكل غير مسبوق شواطئ الفنيدق والمضيق وجزء من شاطئ مارتيل، في امتناع عدد من المصطافين وزوار الشواطئ بالمنطقة عن السباحة بسبب الخطورة التي قد تسببها لهم ولأطفالهم هذه القناديل البحرية.
وأكد يونس البغديدي، رئيس جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي تحت الماء وحماية البيئة، في تصريح هاتفي لـLe360، أن عددا من هذه القناديل البحرية التي اجتاحت شواطئ الشمال هذا الصباح عثر على معظمها ميتة، وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الشواطئ والبحر.
وحول تواجدها بكثرة عكس الأيام الماضية، قال البغديدي: "بالنسبة لعددها المرتفع، قناديل البحر تتزايد خلال فصل الصيف باعتباره موسم التكاثر لوفرة الغذاء المناسب لها بجانب تراجع عدد السلاحف البحرية (عددها يتضاعف)، وهذا ما أكدته لطيفة الصروخ الطالبة الباحثة التابعة لجمعيتنا والمتخصصة في الأحياء البحرية".
وأضاف البغديدي أن السبب الرئيسي لنفوق قناديل البحر، حسب الدراسات، عدم قدرتها على السباحة ضد التيارات البحرية، فهي تسبح قريبة من سطح البحر، وعندما تكون التيارات قوية تسحب معها هذه القنادل، حيث يعرف قنديل البحر بحساسيته الكبيرة والملحوظة للتغيرات في درجات الحرارة، ولذا فإن ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في فصل الصيف، يدفعه إلى الخروج من الماء والاتجاه نحو الشاطئ.
وطمأن يونس البغديدي المصطافين وزوار شواطئ الشمال بالقول إن "قناديل البحر قد تختفي في الأيام المقبلة من شواطئنا".
وفي سياق متصل، أدى الانخفاض المتزايد للمفترسات الطبيعية للقناديل مثل السلاحف البحرية وبعض الأسماك، مثل سمكة الشمس، وعلى رأسها المفترس الأساسي لقناديل البحر وهي السلاحف البحرية التي عرفت في السنوات الأخيرة نفوق العشرات منها بسبب الصيد الجائر أو اختناقها بسبب تلوث البلاستيك، (أدى) إلى ظهور كبير لقناديل البحر في شواطئ المتوسط.