بالنسبة للدكتورة إيمان قنديلي، يجب اعتماد مقاربة متعددة التخصصات (اقتصادية واجتماعية وطبية) لهذه المسألة.
وشرحت هذه الطبيبة المختصة في علاج الإدمان أنه "كما رأينا في بلدان أخرى، فإن إلغاء تجريم القنب الهندي سيجعل من الممكن التحكم ومعرفة ما هي شبكات الإنتاج والتوزيع ولكن أيضا للتحكم في مادة رباعي هيدرو كانابينول، لوضع الحواجز والحدود والتحكم في السوق الموازية. ومن ناحية أخرى، ينبغي ألا يعني إلغاء التجريم التقليل من شأن الاستهلاك الذي يمكن أن يكون ضارا والذي يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على نضج الدماغ، خاصة لدى الشباب".
رباعي هيدرو كانابينول هو المؤثر النفسي المتواجدة في القنب الهندي، والتي يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية للأشخاص. فكلما ارتفعت نسبة هذه المادة، زادت المخاطر. ويبلغ معدل رباعي هيدرو كانابينول في النبتة المزروعة حاليا في المغرب أكثر من 20 في المائة، لكن مشروع القانون يتحدث عن نبتة تحتوي على نسبة أقل بكثير، أي حوالي 1,4 في المائة، وفقا لإيمان قنديلي، التي تشير إلى أن هذا أمر جيد. لكن هذه المتخصصة في علاج الإدمان توضح أن استخدامه الترفيهي يجب أن تتم مناقشته أيضا خلال تدارس مشروع القانون.
وقالت الطبيبة النفسية: "إلغاء التجريم بطريقة منظمة مع وضع ضمانات محددة، يمكن أن تكون مسألة جيدة جدا للاقتصاد والمجتمع، بشرط القيام بالتوعية والتمييز بوضوح بين القنب الهندي المستعمل لأغراض طبية وصناعية وبين استعماله لأغراض ترفيهية".
إيمان قنديلي، مؤلفة كتاب بعنوان "شرح المخدرات لأولادي"، تؤكد على أهمية التواصل لتجنب أي اِلتباسات.
وأوضحت بهذا الخصوص: "يجب توضيح ما معنى الاستخدام القانوني لزراعة القنب الهندي. هذا لا يعني أننا سنذهب إلى المقهى (حيث سيتم الترخيص باستهلاك الكيف) أو أن الطبيب سيكون قادرا على وصف جرعات صغيرة من الحشيش كما يحلو لك. يجب أيضا تفادي تحوير الاستعمال، كما هو الحال ذلك بالنسبة للميثادون في المغرب، والذي يتم إعطاؤه في المستشفيات لعلاج مرضى مدمني الهيروين، وهكذا يجب ألا يتم تحويل الاستعمال الطبي للقنب عن الغرض الذي يحدده القانون".
من ناحية البحث العلمي، لم تكشف النبتة بعد عن كل أسرارها. فكانابيديول معروف اليوم بأنه يستخدم في علاج الألم، لكن الحشيش يحتوي على الكثير من المشتقات التي لا تزال غير معروفة.
وتشرح هذه الطبيبة النفسية أنه "يمكن أن يظهر البحث الكثير من الأشياء، لكن هذه أيضا مسألة هيكلة. في ضوء السياق الدولي، فإن عدم تجريم القنب الهندي سيكون أمرا ساذجا بعض الشيء، علينا أن نتماشي مع العصر وهناك صناعة يمكن أن تفيد المغرب لأن هناك حقيقة موجودة. من الضروري الآن، من خلال الكلمات، من خلال وسائل الإعلام، شرح الأمور جيدا عن طريق إحداث فرق واضح بين إلغاء تجريم القنب واستخداماته. قد يكون من الضروري وضع كل شيء على طاولة النقاش واعتماد مقاربة متعددة التخصصات خلال دراسته".
وهكذا فإن هذه المختصة في علاج الإدمان تدعو إلى اعتماد مقاربة شمولية مع فتح النقاش أيضا حول الاستخدام الترفيهي للقنب الهندي، لتجنب الانحرافات وغيرها من عمليات تحويل استخدام القنب في المغرب.
تصوير ومونتاج: خديجة صبار