وجرى تسليم جثامين الضحايا الذين نقلوا بسيارات إسعاف تابعة لجماعة ومقاطعات طنجة لدفنهم بكل من وزان (ضحيتين) وشفشاون (ضحية واحدة) اكادير (ضحية واحد) وتازة (ضحية واحدة) وباب برد (ضحيتين) وفاس (أربع ضحايا) إلى أسرهم وعائلاتهم، وذلك بعد انتهاء عملية التعرف على الجثامين داخل مستودع الأموات ذوق ذي طوفار بطنجة، وهي العملية التي أشرفت عليها السلطات المحلية والأمنية بالمدينة.
وفي السياق ذاته تم دفن باقي ضحايا فاجعة معمل الخياطة بطنجة، مساء الاثنين بمقابر سيدي بوحاجة والمجاهدين بمدينة طنجة.
أم تفقد بناتها الأربعة
لم تكن السيدة بلخير تعلم أن تعب العمر الذي وضعته لترمم بيتها وتربي بناتها الأربع، فاطمة وشيماء وحسنية وآمال، بعد وفاة زوجها ومعيلها الوحيد قبل سنوات، سيسقط عليها قناع الألم والحزن من جديد، حينما دفنت أربعا من فلذات كبدها مساء الاثنين 08 فبراير 2021، واللواتي قضين مع 28 من زميلاتهن وزملائهن في حادث غرق وسط معمل الخياطة بحي البرانس بطنجة.
السيدة بلخير، التي كانت تستعد لتزف ابنتها آمال يوم الثالث من شهر مارس المقبل، تعيش الآن صدمة كبيرة، وألما بفراق بناتها الأربع، اللواتي كن خير سند لها في تحمل أعباء الحياة، كما يكشف أحد أفراد أسرتها، الذي أكد أن الام تعيش على أمل زواج بناتها اللواتي اشتغلن بمعمل الخياطة منذ أزيد من سنتين.
إحدى صديقات الضحايا الأربع تؤكد في حديثها لـle360، أمام مستودع الأموات دي طوفار بطنجة، أنها كانت تربطها علاقة صداقة مع الراحلة فاطمة، مشيرة إلى أنها كانت على اتصال بها عبر تطبيق الواتساب، ليلة الأحد، قبل أن تودعها كالعادة بابتسامة. وبمجرد تلقيها الخبر الفاجعة، حاولت الاتصال للاطمئنان على صديقتها غير أنها كانت لا ترد، وهذا ليس من عادتها ابدا- تقول الفتاة.
مشاهد وقصص أخرى
كلما اقتربت ساعة تسليم جثمان لأسر الضحايا أمام بوابة مستشفى ذي طوفار بسوق البقر بطنجة، عشية الاثنين، الا وتبرز مشاهد حزن وعويل وصرخات ألم بين صفوف لأسر وعائلات الضحايا.
كان يجلس طفلان بمحاذاة حائط قرب المستشفى، نظراتهما تكشف لوعة فراق. التمعن في وجهيهما الشاحبين وعينيهما الدامعتين يهمس بكثير من الصدمة. أحد أقاربهما يمعن في مواساتهما وتطييب خاطرهما، في انتظار خروج جثمان والدتهما.
يقول أحد افراد أسرة هذين الطفلين إنهما عرفا بالحادث عبر الهاتف، وانتقلا مباشرة الى مكان غرق الضحايا، قبل انتقالهما إلى المستشفى للاستفسار عن مصير والدتهما، التي لم تكن تجيب على هاتفها النقال، الأمر الذي وضع حدا لكل آمال الطفلين والأسرة في نجاة الام.
في ركن آخر قرب مستودع الأموات، شاب فقد شقيقته، وآخر فقد زوجته، الاثنان على صلة قرابة، أمضيا وقتهما بحثا عن الشقيقة والزوجة، قبل أن يأتيهما الخبر اليقين من طرف أحد المسؤولين بالمستشفى، والذي رافقهما لإلقاء نظرة الوداع على الزوجة والأخت...