وبعد أن جمع العاقل عشرات القطع، خصص ركنا وسط محله للحلاقة بقرية الرومان بإقليم الفحص أنجرة لعرض مقتنياته من القطع التراثية، وحوله إلى مكان أشبه بمتحف صغير نال العلامة الكاملة من ساكنة القرية وزوارها ومعارفه بطنجة والضواحي.
ويقول الرجل، البالغ من العمر 53 عاماً، في حديث مع Le360، إنه عشق هواية جمع القطع الأثرية خصوصا بعدما طال البعض منها النسيان فقرر جمعها ووضعها في محله للحلاقة قصد إبراز ما تزخر به منطقة الفحص أنجرة ذات التاريخ العريق بشمال المملكة.
ويقول العاقل: "منذ سنة 1989، قررت جمع هذه الأدوات قطعة قطعة، كنت اقتني البعض منها كما أن قطعا أخرى حصلت عليها من بعض الساكنة بقرية الرومان التي قررت الاستقرار بها بعد هجرتي لإسبانيا وبلجيكا من قبل، جمعت قطعاً إضافية وافتتحت محل الحلاقة وخصصت فيه جزء لهذا الغرض".
ويملك عبد السلام العاقل نحو 60 قطعة تراثية مثل أدوات الزراعة القديمة لقبائل الفحص أنجرة، وأدوات طهي الطعام، إلى جانب فوانيس وآلات للفلاحة، بالإضافة إلى بندقية يفوق عمرها 200 عام وآلات تصوير إلى جانب ألبسة قديمة.
ويكشف العاقل: "عندما أسمع بوجود قطعة أثرية ما، أسعى للحصول عليها، خصوصاً وأن أهل المنطقة لا يعرفون مدى قيمتها، لذلك أحرص على جمع تلك القطع والاعتناء بها".
ويضيف العاقل: "زبنائي الذين استقبلهم في محل للحلاقة كثيرا ما يشعرون بالسعادة عندما يتأملون هذه القطع الأثرية التي كان يستخدمها الآباء والأجداد، وأنا وبحكم الخبرة التي اكتسبتها من والدي أشرح طبيعة هذه القطع للزوار وكيفية استخدامها".