وحسب رواية بعض التجار والسكان القاطنين بالقرب من فندق "لينكولن" بالدارالبيضاء، فإن الأسلاك والدعامات الحديدية التي تدعم الفندق المتهالك انهارت، حوالي الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الخميس، حيث تسبب الركام المنهار في إغلاق بعض المحلات التجارية وبعض الممرات المحادية للفندق.
وبهذا الخصوص، قالت صاحبة صيدلية مقابلة لـ"لينكولن"، أن هذا الأخير يشكل نقطة سوداء في شارع محمد الخامس، حيث أنها ليست المرة الأولى التي ينهار فيها أحد أجزاء هذا الفندق، مشيرة إلى أنه لحسن الحظ لم يتم تسجيل خسائر في الأرواح، رغم وقوع بعض الأضرار في الجانب المقابل من الصيدلية للفندق، حيث تسبب الحادث في إغلاق الباب المخصص لدخول العاملين في الصيدلية.
تصوير ومونتاج: سعيد بوشريط
من جهته، أكد زكرياء وكيلي، مسؤول في شركة "RATPDEV"، أن هذا الحادث الخارج عن إرادة الشركة تسبب في اضطراب جزئي لحركة السير بالنسبة للخط الأول على مستوى وسط المدينة، وذلك بسبب تساقط بعض الأحجار على مستوى محطة الطرام "السوق المركزي"، إذ جرى توقيف حركة الخط الأول، وذلك بغرض فسح المجال لتأمين هذه المنطقة من قبل الجهات المختصة المعنية، لضمان تدابير السلامة المتعلقة بالراكبين.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه "تم وضع رهن إشارة الزبناء خدمات جزئية على النحو التالي: ما بين محطة النهاية ليساسفة ومحطة الحسن الثاني"، مع إمكانية المواصلة مع الخط الثاني بمحطتي عبد المؤمن وأنوال (12 دقيقة). وما بين النهاية سيدي مومن ومحطة الحي المحمدي، هناك إمكانية المواصلة مع الخط الثاني على مستوى محطتي ابن تاشفين والمداكرة ( 6 دقائق)، وهو ما يمكن المسافرين بين سيدي مومن وابن تاشفين، اللحاق بوسط المدينة على مستوى محطة الحسن الثاني".
كما أكد زكرياء وكيلي أنه لا يمكن استئناف حركة السير العادية على مستوى الخط الأول، حتى تحصل الشركة على ترخيض بهذا الشأن، حرصا على سلامة الركاب والمستخدمين العاملين بالمحطة المتضررة.
من جهة أخرى، أوضحت بعض المصادر أن الوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء التي استحوذت على ملكية الفندق وقعت اتفاقية مع شركة فرنسية، تقضي بإعادة تأهيل هذه البناية المتهالكة، وبث روح جديدة فيها، علما أن هذه الشركة الفرنسية كانت قد شرعت بالفعل في أشغال التهيئة، بحر هذا الأسبوع، قبل أن تقع هذه الحادثة.
للإشارة، فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث سبق وأن تسبب انهيار جزء من فندق "لينكولن" في مقتل أحد المتشردين سنة 2015، كما سبق أن تكرر حادث الانهيار مرات عديدة سنوات 1984، و1،989 و2009، و2011، وأخيرا سنة 2020. الأمر الذي يترك باب التساؤلات مفتوحا حول مصير هذه البناية التاريخية التي استضافت العديد من الشخصيات الكبيرة منذ سنة 1917.