هنا قندهار، الواقعة بالمنطقة العازلة بين معبر الكركرات ومركز موريتانيا الحدودي. الوضع الكئيب هنا وغير الآمن لم يمنع كمال الزرقي، الملقب بالبهجة، من اختيار هذا المكان، الذي هو عبارة عن ساحة خردة شاسعة، كمقر لعمله منذ سنين.
السائقون العابرون للكركرات يعرفون البهجة جيدا. إنه أشهر ميكانيكي في هاته المنطقة. "أعمل في قندهار كميكانيكي منذ سنوات. عائلتي في بير كندوز (80 كلم شمال الكركرات)"، يقول كمال أو البهجة، أمام كاميرا Le360، قبل أن يضيف أنه يقضي هناك أغلب أيام الأسبوع قبل أن يعود إلى أهله ليقضي معهم يومين أو ثلاثة.
مع مرور اثني عشر عامًا على مدار الساعة في قندهار، لا تحتوي مقبرة السيارات على أسرار بالنسبة للبهجة. هذه المركبات معلقة بين حدين، وهو يعرف قصصها واحدة تلو الأخرى ويعرف كل التفاصيل وراء إقبارها هناك. يقول موضحا: "هذه سيارات انتهت صلاحيتها. يقوم الميكانيكيون مثلي بشرائها لإعادة بيع قطع غيارها إلى الموريتانيين أو السنغاليين"، ثم يضيف: "كل سيارة تترك لي ما بين 1000 إلى 2000 درهم. في بعض الأحيان أبيع السيارة بأكملها إلى موريتانيين بهامش ربح 500 درهم فقط ".
مثل سائقي الشاحنات، عانى البهجة منذ فترة طويلة من الإغلاق المتكرر لهذه الطريق من قبل مليشيات البوليساريو المسلحة. لكن بعد أن تم تأمين المنطقة بشكل نهائي من طرف القوات المسلحة الملكية، تم استئناف العمل بالنسبة له كما لزملائه.
وبالنسبة لهؤلاء، لا يزال هناك الكثير للقيام به في هذا المجال: لا تزال مئات السيارات "الميتة" ملقاة في مقبرة السيارات على الجانب الآخر أمام الجمارك الموريتانية. منطقة تقوم السلطات المغربية أيضا بعملية تطهيرها وتعبيدها.. في أفق محو آثار "قندهار" المشؤوم وإلقائه في مزبلة التاريخ...
تصوير وتوضيب: عبد الرحيم الطاهيري



