جريدة المساء تحدثت، في عددها ليوم غد الأربعاء، عن فشل أجهزة التشويش على وسائل الاتصال في الحيلولة دون منع أسئلة امتحانات الباكالوريا من التسلل خارج مراكز الامتحان دقائق قليلة بعد انطلاقها صباح اليوم الثلاثاء، حيث شرعت عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر نسخ من امتحانات بعض المواد مرفقة بالإيجابات، كما سجل وجود تواصل مباشر بين الواقفين خلف هذه الصفحات مع عدد من الممتحنين بمدن مختلفة من أجل إمدادهم بأجوبة مواد معينة، ما يعد فشلا واضحا للوسائل التكنولوجية حسب الجريدة التي قيل إن وزارة بلمختار قررت اعتمادها بشكل رسمي من أجل التشويش على المعدات المتطورة التي أصبح بعض التلاميذ يستعينون بها لتسريب الامتحانات.
في نفس المنحى سارت جريدة الناس، حيث اعتبرت أن الوزارة فشلت في الحد من الغش، إذ لم تمر أزيد من ربع ساعة على انطلاق اختبارات الامتحان الوطني حتى ظهرت تسريبات تمارين أغلب المواد وفي جميع التخصصات، يفترض أنها التقطت بواسطة هواتف محمولة من داخل مراكز الامتحان.
وأضافت الجريدة "يتبين من خلال الصور أنها خاصة لشهر يونيو للسنة الجارية، وانتشرت على عشرات الصفحات التي يعج بها موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتحمل اسم "تسريبات" التي أنشئت لغرض مساعدة المترشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا في عملية الغش".
في المقابل، كانت مقاربة جريدة الصباح مختلفة، حيث عنونت خبر المتعلق بالباكلوريا بـ"مراقبة مشددة ضد تسريبات وأسر قضت صباح اليوم أمام الثانويات"،واستقت اليومية بعض أراء التلاميذ الذين أعلنوا أن أسئلة الامتحانات لم تكن صعبة أو مفاجئة بالنسبة إلى أغلب المترشحين، وأنه سبق أن تدربوا في حصص للدعم والتقوية على أسئلة مشابهة.
كما قالت الصباح إن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لم تصدر مثل عادتها في مثل هذا الوقت، أي بلاغ حول موضوع الامتحانات أو التسريبات المحتملة، كما جاء في بعض مواقع التواصل الاجتماعية، وهو ما اعتبرته الجريدة دليلا على مرور العمليات في أجواء سليمة في حدود النصف الأول من يومه الثلاثاء.
كل عام وأنتم مع "تسريبات"
أصبحت التسريبات أثناء اجتياز امتحانات الباكالوريا موعدا سنويا يضربه "الغشاشون" لضرب مصداقية هذه الشهادة، وهو ما نجحوا فيه إلى حد كبير، لكن ذلك أظهر محدودية "المقاربة الزجرية" التي اعتمدها وزراء التربية الوطنية المتعاقبين، والتي لم تكن رادعة، بل كأنها شجعت على تفشي الظاهرة، وهو ما يبدو أنه وقع فعلا خصوصا بعد حديث الوزير الوصي الحالي، رشيد بلمختار، عن "التشويش" على أجهزة الاتصال، حيث لم يجد نفعا على ما يبدو.
القضاء على الغش في الامتحانات، حتى لا تتكرر صور التسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، تتطلب مقاربة شاملة، تبدأ بالتربية في الأسرة والمدرسة، ولكن يجب أن تراعي أيضا التطور التكنلوجي المسجل وتحكم الأجيال الصاعدة فيه.