فبعد أن "نددت" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بـ"اختطاف الرفيق أسامة حسن، عضو فرع الجمعية بالدار البيضاء، من طرف ثلاثة أشخاص على متن سيارة، يوم الجمعة 02 ماي بمنطقة البرنوصي؛ وتعريضه للضرب والتعذيب والاغتصاب داخل منزل ورميه في الشارع بمنطقة عين السبع"، وبعد أن تبيّن أن رواية "التعذيب" التي أشاعها عضوها، عبر "اليوتوب"، ما هي إلا سيناريو من صنعه حبك تفاصيله من خياله الواسع، وقرر القضاء متابعته، بتهمتي "الوشاية الكاذبة والتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها"، بعد التحقيق الذي طالبت به النيابة العامة، ها هي جمعية أحمد الهايج، التي يتمازج فيها السياسي الجذري مع الحقوقي، تلتزم الصمت دون إصدار أي بلاغ يذكر لتوضيح موقفها أمام الرأي العام.
وأفادت مصادر مقربة من التحقيق، أن المحققين في قضية "أسامة حسن" وقفوا على عدة تناقضات في إفادات زعمه بتعرضه للاختطاف والتعذيب وهتك العرض، بد مقارنتها بإفادات إحدى صديقاته وأمه وغيرهما، فضلا عن أشرطة فيديو التقطتها كاميرات في أحد المقاهي وفي مجموعة من الشوارع.
وقد تبين للمحققين مثلا أن "أسامة حسن" تعمد إطفاء هاتفه المحمول لحظة مجالسته لإحدى صديقاته التي لم يذكر لقاءه بها أمام الشرطة في أحد المقاهي، في الوقت ذاته الذي قال إنه كان مختطفا فيه، وهو ما يؤكده شريط فيديو لإحدى الكاميرات. وطبعا لم يذكر أنه التقى هذه الصديقة حتى لا يفتضح أمره وأطفأ هاتفه النقال حتى يحبك سيناريو الاختطاف عند اتصال أصدقائه به. كما أن هذه الصديقة الشاهدة المفتاح في القضية أخبرت المحققين، حسب المصادر نفسها، أن رواية المتهم غير قابلة للتصديق لأنه بعد افتراقهما بمدة لا تتجاوز 15 دقيقة اتصل بها ليخبرها بأنه تم اختطافه وتعذيبه. وهي المعلومات وغيرها التي أكدتها شركة الاتصالات من خلال أرقام من دخل معهم المتهم من اتصالات هاتفية في ذلك اليوم الذي زعم فيه تعرضه للاختطاف.
وكان المتهم بـ"وشاية كاذبة" قد صوّر مشهد الاختطاف، أمام المحققين وأيضا في شريط "اليوتوب" الذي صوره أمام نشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، استنادا إلى المصادر ذاتها ، بطلب أحد "مختطفيه" مساعدته لدفع سيارة "خضراء"، قبل أن يوافق ويقدم يد المساعدة ثم يلبي طلب السائق بإيصاله إلى وجهته، وهي الوجهة التي ستتحول إلى مكان "احتجازه" و"تعذيبه" و"هتك عرضه". في حين أن المسافة الفاصلة بين مكان وجوده والمقهى الذي قال إنه كان متوجها إليه لملاقاة صديقه قصيرة ولا تتطلب أن يقبل امتطاء السيارة المزعومة للوصل غليها. وهنا ستظهر مجموعة من التناقضات التي وصل إليها المحققون، حسب المصادر ذاتها، من قبيل أنه كان قد حدث والدته بأنه اختطف في سيارة سوداء ومعصوب العينين، في حين أنه ذكر في إفادته أنه لم يكن معصوب العينين وكانت السيارة خضراء.