فبسبب كورونا، تغيرت العادة وتبدل التقليد، حيث فرضت الجائحة تعليق أداء صلاة العيد بالمصليات والمساجد، كما سبق وأن فرض تعليق أداء صلوات الجماعة وصلاة التراويح في شهر رمضان المعظم، وأضحى منبر مصلى سيدي يحي ومحرابه خاويان على عروشهما، إلى أجل يتمناه الناس أن يكون قريبا، وتعود لهما الحياة في عيد الأضحى المقبل.
ويعتبر مصلى سيدي يحي، الواقع شرق مدينة وجدة، المصلى الرسمي الذي تقام فيه صلاتي العيدين، الفطر والأضحى، إضافة إلى ثلاث مصليات أخرى تتواجد بأطراف عاصمة جهة الشرق، حيث جرت العادة أن يشهد هذا المصلى إقبالا كثيفا من ساكنة وجدة، وتغص جنبات الطريق بالسيارات والدراجات النارية والعادية، وتعرف ساحاته اكتظاظا للمصلين القادمين من مختلف أحياء مدينة الألف سنة، حيث تجرى صلاة العيد بحضور والي المدينة ورئيس مجلسها العلمي المحلي.
ولم يختلف حال شوارع وجدة وأزقتها كثيرا عن حال مصلياتها، فغابت مظاهر البهجة والسرور، وانعدمت صور اللقاءات الودية بين الأصدقاء والمعارف، بعدما كانت تتم في المقاهي والفضاءات العمومية، وأصبحت المدينة كأنها لا تشهد عيدا ولا تحتفل بذكرى سعيدة.
ويبقى الأمل لدى الوجديون أن تنجلي بسرعة هذه الضائقة، وينهزم هذا الوباء، وتعود الحياة إلى طبيعتها ومجراها العادي، بعد أسابيع من الحجر والارتباك والقلق.
