معهد «باستور».. خبرة في مواجهة الأزمات الصحية
ككل يوم يبدأ مدير معهد «باستور»، عبد الرحمان المعروفي، يومه باجتماع روتيني يعقده مع مسؤولي المختبرات بالمعهد والأطر الإدارية، في هذه الفترة الصعبة تعيش هذه المؤسسة ضغطا استثنائيا جراء تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب.
المعروفي الذي يقود فريقه في حرب مفتوحة بدأها المغرب في مواجهة فيروس كورونا، شغل سابقا، منصب مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض لسنوات لينتقل بعدها إلى تدبير معهد «باستور». راكم المعروفي خبرة مهمة في مجال علم الفيروسات والصحة العامة، فهو حاصل على دكتوراه في الطب سنة 1992 ودبلوم الدراسات المعمقة في الصحة العامة بجامعة مونتريال بكندا سنة 1998 كما اجتاز امتحان الدكتوراه في الصحة العامة بجامعة مونتريال بكندا سنة 2001، ليختم مساره سنة 2017 بدبلوم جامعي حول تحليل السياسات ونظم الصحة بمعهد الطب الإستوائي بأنفيرس ببلجيكا.
المعروفي تقلد مهام مهمة وحساسة قبل تعيينه مديرا لمعهد «باستور» في شتنبر 2018، حيث قضى زهاء 6 سنوات على رأس مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، وقبل ذلك التاريخ كان مديرا للمدرسة الوطنية للصحة العمومية، كما أنه أستاذ جامعي في تخصص علم الأوبئة والصحة العامة بجامعة الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، وذلك منذ أكثر من 16 سنة.
في معهد «باستور» يترأس فريقا من الأطر والخبراء ذوي تكوينات عالية في مجال علم الفيروسات والبيولوجيا. وبالخبرة العالية التي راكمها، يشرف معهد «باستور» بمدينة الدارالبيضاء على إجراء التحاليل المخبرية الخاصة بفيروس كورونا، حيث يستقبل جميع العينات القادمة من وسط وجنوب المغرب.
ويسهر أطر مختبر علم الفيروسات الطبي بالمعهد على الكشف عن فيروس كورونا وفق دوام كامل 24/24 ساعة و7/7 أيام، إذ يتوفر باستور على معدات متقدمة في مجال علم الفيروسات، ووحدة خاصة بالسلامة البيولوجية من الدرجتين الثانية والثالثة، موفرا وسائل للحماية من قبيل أقسام السلامة الميكروبيولوجية، ومعدات الحماية الفردية كالبدلات الطبية كاملة، وأقنعة FFP2 أو FFP3، والنظارات الواقية.
تصوير ومونتاج:سعيد بوشريط
الرميلي.. سيدة في قمرة القيادة لمواجهة كورونا
الحرب على فيروس كورونا تدور رحاها في جميع الجبهات، بما فيها جبهة المديرية الجهوية لوزارة الصحة بالدار البيضاء التي تتولى إدارتها نبيلة الرميلي منذ 2017. الطبيبة ذات الـ45 ربيعا، الحاصلة على الدكتوراه في الطب العام من كلية الطب والصيدلة بمدينة الدارالبيضاء.
هذه الأم لطفلين تخوض الآن رفقة فريقها امتحانا عصيبا في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الإصابة بفيروس كورونا بالمغرب.
راكمت الرميلي تجربة مهمة في مسارها العلمي، فبعد حصولها على الدكتوراه في الطب سنة 2000، حازت كذلك سنة 2009 على دبلوم جامعي في علم النفس الإكلينكي والطب السلوكي من كلية الطب بالدار البيضاء، كما تحصلت على دبلوم جامعي من جامعة رين 1 بفرنسا في تخصص الطب الرياضي سنة 2016.
تدرجت الرميلي في مناصب المسؤولية، حيث عينت بين سنتي 2002-2005 كطبيبة بمستعجلات المركز الإستشفائي الإقليمي بوازن، وشغلت بين سنتي 2006-2010 منصب طبيبة رئيسة بفضاء صحة الشباب بعمالة الدار البيضاء أنفا، كما تولت بين سنتي 2010-2014 منصب مندوبة وزارة الصحة بعمالة بنمسيك بالدار البيضاء، وكذا مندوبة الوزراة بعمالة الدار البيضاء أنفا بين سنتي 2014-2017.
وفي جعبة الرميلي تدريبات وزيارات لمستشفيات بفرنسا وإسبانيا والصين وأمريكا، إلى جانب تكوين سياسي رصين داخل حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة، باعتبارها عضوة المكتب السياسي والمنسقة الإقليمية للحزب بالدار البيضاء، كما أنها نائب عمدة مدينة العاصمة الاقتصادية ومسؤولة عن قطاع حفظ الصحة بمجلس المدينة.
مسار علمي ومهني مكن الرميلي من تولي مهمة تدبير المديرية الجهوية لوزارة الصحة بالدار البيضاء بما للمنصب من إكراهات وصعوبات في المدينة الغول التي تضم أشهر مستشفيات المغرب.
في هذه الفترة العصيبة التي يجتازها المغرب بسبب جائحة كورونا، تقف الرميلي رفقة فريقها على كل صغيرة وكبيرة لتجاوز الأزمة. اجتماعات يومية وعمل دؤوب وتجند استثنائي ترصده المديرية الجهوية لمواجهة الفيروس إلى جانب باقي المؤسسات الإدارية والصحية التابعة لوزارة الصحة.
تقول الرميلي في شهادتها حول أزمة كورونا: «لا نراقب عقارب ساعاتنا نحن أمام أزمة استثنائية تتطلب منا العمل المتواصل والجاد.الوقت يطاردنا ولا يكفينا لمواجهة الفيروس الذي يباغثنا في كل دقيقة».
مولاي هشام عفيف.. العمل في صمت
متحفظ وعملي، يشتغل في صمت، هو مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، مولاي هشام عفيف واحد من «كوادر» وزارة الصحة الذين يوجودن حاليا في خط المواجهة ضد فيروس كورونا.
خريج بكلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء، عين في بداية سنة 1992 كطبيب داخلي بمستشفى ابن رشد، وبعدها في سنة 2002 سيصبح أستاذا مبرزا بكلية الطب والصيدلة، كما سيتم تعيينه سنة 2006 أستاذا للتعليم العالي بالكلية المذكورة، كما شغل بين سنتي 2008 إلى 2013 منصب مدير لمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، ليتم تعيينه بعدها مديرا للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد.
عفيف ذو الـ50 ربيعا، يشغل أيضا منصب رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى 20 غشت ورئيس الجمعية المغربية لأمراض التنفس وعضو باللجنة الوطنية التقنية لمكافحة أمراض السل.
في أزمة كورونا، ذكر اسمه في وسائل الإعلام باعتباره واحد من «رجالات المرحلة» ومدير أحد أهم المراكز الاستشفائية الجامعية التي تتكلف بالحالات الصعبة للمصابين بفيروس كورونا. يقول عفيف في شهادته حول زمن كورونا: «نتكلف فقط بالحالات الصعبة التي تستدعي تدخل فرق العناية المركزة وغرف الإنعاش».
الأستاذ الجامعي والطبيب المختص في الأمراض التفسية والصدرية، «لعب عفيف دورا مهما في التعبئة الشاملة لمواجهة جائحة فيروس كورونا»، يقول مقرب منه.
عضو اللجنة التقنية والعلمية الاستشارية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة، كان من المؤيدين لاستعمال دواء كلوروكين أو هيدروكلوروكين/هيدروكسيكلوروكين، كبروتوكول علاجي للمصابين بفيروس كورونا بالمغرب، معتبرا أنه دواء معروف عند الأطباء على اعتبار أنه يستعمل منذ سنوات لعلاج أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل والأمراض المناعية الأخرى.
فاطمة الكرزابي وطارق قطاب