تناولت جريدة الأخبار من خلال استطلاع صادر نهار الغد الأربعاء الموضوع وحاولت الإجابة عن مدى حدود الحرية التي يمارسها الشاب والشابة داخل الطابق العلوي للمقاهي، كما وقف الاستطلاع على التفاصيل الدقيقة التي تشهدها العلاقة الحميمية التي تجري هناك.
"لن اختار الجلوس في الطابق العلوي للمقهى إلا إن كانت فراسي العجينة" كانت هذه هي العبارة التي تلفظ بها شاب في مقتبل العمر، حاورته "جريدة الأخبار" لتعرف ما يحدث في المقاهي وخاصة في الطابق العلوي، بحيث ذكر أن هذا الطابق مخصص للعشاق أو الفتيات المدخنات، كما تحدث فيه أشياء غير أخلاقية من قبيل تبادل القبل واللمسات بين الشاب والشابة، الذين لا يتوفران على مكان لإقامة علاقة حميمية". هكذا كان راي رواد هذه الأماكن.
"إضاءة خافتة وكنبات مريحة عوض الكراسي، وأجواء رومانسية" هكذا وصفت الجريدة المكان الذي دخلته رفقة إحدى الفتيات التي تأتي إليه غالبا للبحث عن عريس، وخلال تبادل أطراف الحديث معها شرع ثنائي متألف من شاب وفتاة متحجبة، بأخذ وضعية غير التي كانا عليها في الأول فقد التحقت الفتاة بكنبة الشاب ليشرعا في تبادل القبل والعناقات غير مبالين بالحاضرين، هذا المشهد الذي دفع بالفتاة المحاورة إلى التعليق "هذه الأشياء عادية وطبيعية هنا فالكل يعلم أن لقاء العشاق يكون في الطابق العلوي فهم يستغلون أجواء المكان، ليسترقوا لحظات حميمية لن يتمكنوا من عيشها في الأماكن المفتوحة".
حميمية مسروقة
ومن جهة أخرى، صرح أحد أصحاب المقاهي أن "المواقف التي يرصد فيها الشباب والشابات غالبا ما تؤدي به إلى الاستغراب والتعجب، إلى ما أصبح يتجرأ عليه الشباب والمراهقين على حد سواء، ما يدفع به إلى طردهم حتى لا يسيئوا إلى سمعة المقهى، بل وصلت بأحدهم إلى إقفال الزاوية التي كان يجتمع فيها العشاق".
المفهى أو السينما كلها فضاءات عمومية، تحولت إلى أمكنة يختارها الشباب للهورب على وصاية المجتمع، واستراق قبل ولحظات حميمية، قد يبدو الأمر بسيطا، لكنه يختزل أمورا جوهرية عدة، كالعلاقات بين الجنسين في المغرب، و"التطبيع" مع الممارسات الجنسية خارج أو قبل الزواج، وهو أمر جدير بالتمحيص عبر دراسات سوسيولوجية تضع الاصبع على الجرح.