بالفيديو: بين الخجل والسخرية.. المعاناة الصامتة للرجال ضحايا العنف الزوجي

DR

في 26/12/2019 على الساعة 23:10

هل تعرفون رجالا تعرضوا للعنف الزوجي؟ خلال إحدى عشر سنة، 24 ألف مغربي قدموا شكايات بشأن العنف الزوجي إلى جمعية بمدينة الدار البيضاء. ولكنهم لا يجرؤون على تقديم شكاوى ضد زوجاتهم إلى السلطات. طابو، سخرية وأبوية. Le360 يروي تفاصيل محنتهم ومعاناتهم.

هل رأيتم امرأة تعنف زوجها؟ يمكن لهذه الفكرة أن تثير الدهشة وحتى السخرية، ولكن الأمر واقع معاش.

في المغرب، هناك جمعيتان تناضلان من أجل الاعتراف بحقوق الرجال الذين تعرضوا للعنف الزوجي على يد زوجاتهم. "منذ تأسيس جمعيتنا في ماي 2017، تلقينا العشرات من الشكاوى يوميا"، يؤكد فؤاد الهمزي، الذي يرأس، في مدينة مكناس، جمعية الدفاع عن الرجال الذين يتعرضون للتعنيف.

هناك شخص آخر انخرط في هذا النضال الذي مازال مهمشا: يتعلق الأمر بعبد الفتاح بهجاجي الذي يدير في الدار البيضاء الشبكة المغربية من أجل الدفاع عن حقوق الرجال المؤسسة منذ 2008.

يشير هذا الجمعوي إلى تزايد حالات الرجال الذين تعرضوا للضرب على أيدي زوجاتهم. ففي عام 2017، توصلت الجمعية التي يترأسها بشكايات من 2500 رجل اشتكوا من العنف، وارتفع عدد الشكايات إلى 3000 شكاية خلال عام 2018.

وخلال إحدى عشر سنة، توصلت هذه الجمعية البيضاوية بما لا يقل عن 24 ألف و500 حالة عنف مورس على الرجال من قبل زوجاتهم.

هذا النوع من العنف لا يزال هامشيا مقارنة بالعنف الممارس على المرأة من قبل أزواجهن. وفقا لدراسة قامت بها المندوبية السامية للتخطيط بتكليف من الحكومة، 46 في المائة من النساء في العينة التي شملتها الدراسة أكدن أنهن تعرضن للتعنيف من قبل أزواجهم أو أزواجهم السابقين.

من الصعب للغاية الاعتقاد بأن المرأة يمكنها أن تضرب زوجها أو تعذبه أو حتى تحرمه من الجنس، وهذا من المحرمات التي يتجنب المغاربة الخوض فيها.

ومع ذلك، يؤكد فؤاد الهمزي، رئيس جمعية الدفاع عن الرجال الذين تعرضوا للعنف الزوجي، أن هؤلاء الأزواج الذين تعرضوا لمثل هذه المعاملة تتراوح أعمارهم بين 22 و84 عاما وبأنهم "موجودون بالفعل في مجتمعنا وتهم جميع الفئات الاجتماعية".

بدا فؤاد الهمزي غاضبا وثائرا وهو يستحضر حالات الرجال الذين قدموا شكاياتهم إلى جمعيته ويحكي أن هؤلاء الرجال يتعرضون لأصناف من العنف تتمثل في طقوس الشعوذة، والضغط الاقتصادي الذي تمارسه المرأة على زوجها، والابتزاز الجنسي، بل يصل الأمر إلى حد أن بعض النساء يفرضن حبيبهن على زوجهن الشرعي.

وقال هذا المناضل الذي يدافع عن حقوق الرجال المعنفين: "أنا مصدوم من ميكيافيلية بعض النساء!".

خلال حديثهما إلى Le360، دعا عبد الفتاح بهجاجي من الدار البيضاء وفؤاد الهمزي من مكناس، إلى إيلاء الأهمية لهذا النوع من العنف الممارس على الرجال، حتى ولو كان من الصعب تقبل هذا الأمر في مجتمعنا الأبوي.

يؤكد فؤاد الهمزي أن القضاة يميلون إلى اعتبار النساء ضحايا، ويجدون صعوبة في تصور أن هؤلاء النساء يمكن أن يمارسن العنف على أزواجهن. في نظر هذا الناشط الجمعوي، هذا الموقف يحول دون إدانة هذا العنف والاعتراف به من قِبل المجتمع.

هؤلاء الرجال هم في الواقع ضحايا عنف مزدوج. في حالة الطلاق، بعد تعرضهم للعنف على أيدي زوجاتهن، سيتعين عليهم أيضا دفع النفقة وتحمل بعد طفلهم (أو أطفالهم).

بدون الوعي من طرف الدولة والمجتمع بهذه الظاهرة، فإن الرجال الذين يتعرضون للضرب لن يكونوا قادرين على فرض الاعتراف بالضرر الذي يكابدونه.

تحرير من طرف عبير
في 26/12/2019 على الساعة 23:10