وقال صاحب دكان بقالة بالدوار الصفيحي الواقع بمحاذاة الحي الصناعي لمدينة المحمدية، في تصريح لـLe360، إن الجاني "م.ز"، وهو معروف لدى السكان بسوابقه الإجرامية، جاء ليلة أمس حاملا شيئا في كيس وقال له: "أعطني سيجارة.. لقد أتيتك بمفاجأة"، وأشار إلى محتوى الكيس.
وأضاف التاجر أنه ألقى نظرة داخل الكيس فرأى شعرا أحمر فاعتقد أنه مجرد دمية، غير أن الجاني ما لبث أن أخرج الرأس الملطخة بالدماء ليعرضها عليه.. وهنا، يقول صاحب الدكان الذي رفض الظهور أمام كاميرا Le360: "أمام هول المنظر صرخت زوجتي التي تساعدني في الدكان ثم سقطت مغمى عليها.. أما أنا فطردته من متجري فما كان منه إلا أنصرف إلى المحل المجاور ليكرر معه نفس المشهد".
وحكى شبان من الدوار كيف انتهى المشهد بإقدام الجاني، الذي كان في حالة غير طبيعية ويلوح بسيف، على إلقاء الرأس بساحة بمدخل "الكاريان"، وهو يتباهى بجريمته، قبل أن يبادر بعضهم إلى إخطار السلطات الأمنية التي حلت بعين المكان وتمكنت من إيقافه بمساعدة أبناء الدوار، بعد مقاومة شديدة من طرف الجاني المسلح.
الجاني في السادسة والأربعين من عمره، يقول السكان إنه سبق أن نفذ جرائم مماثلة، وقد صادف طاقم Le360خلال تواجده في عين المكان، شابا من بين ضحايا هذا الشخص المعروف بسلوكاته الإجرامية، حيث قال وأثار جرح غائر ظاهرة على عنقه، إنه تعرض لمحاولة الذبح بسبب رفضه منح غريمه سيجارة.
ويؤكد السكان أن الجاني يقطن بينهم في دوار الشريف ويتحاشون الاصطدام معه بسبب "جنوحه للعنف"، بينما لا يعرفون الضحية الثلاثيني الذي تعرض للذبح ليلة أمس، مرجحين أن يكون في وضعية تشرد.
هذا وقد عثرت مصالح الأمن عقب إلقاء القبض على الجاني، على جثة الضحية بدون رأس ملقاة في غابة بجانب الطريق السيار بين مدينتي الدار البيضاء والمحمدية.
وتسببت الجريمة في ذعر كبير لسكان دوار "الشريف"، إلى درجة أن بعض النساء من شدة تأثرهن بما وقع منعن أبناءهن من التوجه إلى المدرسة صباح اليوم الجمعة، وذلك نتيجة فقدانهن للإحساس بالأمن، حسب ما صرحن به لـLe360.
وكان بلاغ للشرطة القضائية بمدينة المحمدية قد كشف صباح اليوم أن التحقيقات ما تزال متواصلة لتحديد مسرح الجريمة المفترض، وتشخيص هوية الضحية، والكشف عن خلفيات ارتكاب هذه الجريمة.
شاهد ربورتاجا حول الجريمة على ألسن بعض سكان دوار الشريف:
تصوير ومونتاج: عادل كدروز