مرت 15 ساعة ونحن فقط على مقربة من ميناء طنجة المتوسطي،ارهقنا الانتظار وسط هذا الجحيم في ظل غياب اي شروط من السلطات المينائية لطنجة المتوسط التي تركتنا عرضة فقط لسماع نصائح طول الانتظار.." يقول احمد مهاجر مغربي مقيم بفرنسا بهولند، وهو نفس الكلام الذي يؤكده العديد من افراد الجالية الذين وصلوا الى الميناء امس الجمعة وطال انتظار عبورهم الى يوم السبت.
طوابير العودة
على طول11 كيلومترا من ميناء طنجة المتوسط وحتى منطقة ملوسة والقصر الصغير تمتد سيارات افراد الجالية المغربية المقيمين بديار المهجر في طوابير تشكلت لاول مرة منذ افتتاح الميناء المتوسطي قبل عشر سنوات، طوابير انعكست سلبا على حياة عمال وسائقي شاحنات ناهيك عن اسر وعائلات افراد الجالية الذين وصلوا المنطقة وناموا في الخلاء وسط الطريق السيار الذي انقطعت به حركة المرور لساعات طوال.
الالاف من السيارات والشاحنات المحملة بالبضائع والسلع وسيارات نقل العمال،عانت هي الاخرى مشاكل كبرى قبل الوصول الى محطة الاركاب منذ ازيد من تلاثة ايام امر اثر كثيرا حسب مصادرنا على حركة الملاحة التجارية هي الاخرى وعطل الكثير من الخدمات بالميناء المتوسطي الذي شهد وضعا غير مسبوق هذا العام .
مشكل التذاكر المفتوحة
اليوم السبت وحده فاق عدد السيارات التي توجد بمحيط وداخل ميناء طنجة المتوسطي ازيد من 9500سيارة، تنتظر فرصتها للعبور، اصحابها انتظروا بدورهم ساعات طوال فاقت 16 ساعة في احيان عديدة بداخل رصيف الميناء المتوسطي ، وسط ظروف صعبة وفق ما وصفوها، ظروف حولت نهاية عطلتهم الى جحيم كبير.
وفي بحثنا عن سبب هذا الانتظار، كشفت العديد من المصادر خصوصا العاملة منها بالميناء المتوسطي ان التذاكر المفتوحة التي اقتناها افراد الجالية المغربية خلال رحلة دخلوهم المغرب هي السبب الرئيسي فيما يجري الان، ووصفت المصادر ذاتها ان اقتناء التذاكر المفتوحة عكس ما هو معمول به بباقي مناطق العبور بالناظور ومعبر سبتة المحتلة وميناء طنجة المدينة، ادت الى تدفق المهاجرين نحو الميناء المتوسطي.
مهاجرون اختاروا مغادرة المغرب قبيل حلول موعد عملهم بايام قليلة نتيجة توفرهم على تذاكر مفتوحة ظنوا خلالها ان الامور ستكون على ما يرام في حين ان الاحصائيات المقدمة من مسؤولي طنجة المتوسط تشير الى ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة هذا العام بسبب تفضيل العديد منهم قضاء اجواء عيد الاضحى مع اسرهم وذويهم لاول مرة بعدما تزامن العيد مع العطلة الصيفية .
اجراءات عاجلة
الانظار المتجهة لميناء طنجة المتوسط بسبب الوضع الاستثنائي المسجل بالميناء خلال فترة العبور ولاول مرة دفع بالسلطات المينائية الى التسريع باتخاد اجراءات عاجلة وفورية، الهدف منها التخفيف من الاكتضاض الحاصل بالميناء وبالطريق السيار.
مصدر مسؤول بالميناء المتوسطي اوضح ان السلطات المينائية ارغمها الازدحام الكبير في فتح مناطق جديدة بميناء طنجة المتوسط الثاني، وهي عبارة عن باحة جديدة استقبل ازيد من2150 سيارة، كما ان السلطات المينائية تقوم حاليا بتوزيع قنينات الماء والخبز والجبن على افراد الجالية المغربية الذين ما يزالوا في انتظار عبورهم نحو ميناء الجزيرة الخضراء.
مصادر مطلعة اوضحت في هذا السياق الى ان السلطات المينائية سارعت الى اتخاد اجراءات فورية وعاجلة منذ يوم الخميس الماضي، ومن بينها توزيع ازيد من 223 الف قنينة ماء، ناهيك عن 26الف قطعة خبز في اليوم الى جانب مربى وجبن خصوصا على الاكفال والنساء، مشيرا الى انه لم تسجل لحدود اللحظة اي مشاكل صحية تذكر، باستثناء بعض حالات العياء الشديد والتي تم اسعافها من قبل طاقم طبي بباحة الاستراحة .
متى تنتهي معاناة الانتظار؟
اوضح مصدر مسؤول بميناء طنجة المتوسطي ان الحالة الاستثنائية التي يتواجد عليها الميناء المتوسطي منذ ايام ستنتهي مساء يوم الاثنين المقبل، واوضح المصدر في اتصال هاتفي، ان السلطات المسؤولة تحاول جاهدة تنظيم عملية العبور بطريقة خاصة رغم الصعوبات، وهي صعوبات مصدرها ميناء الجزيرة الخضراء باسبانيا الذي لا يستطيع استقبال ازيد من 40 الف مسافر يوميا ناهيك عن 10500سيارة يوميا.
"الميناء الاسباني وضعف بنياته التحتية خصوصا في فترة العطلة اجج الوضع بالميناء المتوسطي وساهم بشكل كبير فيما نحن عليه الان" يقول مصدرنا، ويؤكد انه ولو تم استقدام بواخر وعبارات جديدة فان المشكل سيحدث نظرا لغياب اماكن استقبال كل هذه الافواج بالميناء الاسباني .