وأوضح مدير المستشفى الإقليمي المختار السوسي بإنزكان، الدكتور ادريس بوحاحي، في تصريح خاص لـle360، إن مستعجلات المركز الاستشفائي استقبلت أزيد من 200 شخص أصيبوا بجروح مختلفة بعضها غائرة، بعد مرور يومين فقط على عيد الأضحى، مؤكدا أن تسجيل هذا الرقم في ظرف قياسي ليس بالعادي.
وأضاف المدير المعين مؤخرا على رأس إدارة المستشفى المذكور، أن جميع الأطقم الطبية التي تتوفر عليها المؤسسة الصحية جندت لإسعاف الجرحى والسهر على علاجهم، كما أن الإدارة وفرت كل الوسائل اللوجستيكية اللازمة لذلك.
من جهة أخرى، استنكرت الساكنة المحلية ما سمتها مشاهد "العنف والفوضى والخراب" التي أصبحت ترافق تنظيم هذه العادة السنوية بشوارع وأزقة انزكان ايت ملول، مشيرة إلى أن الاحتفال المبالغ فيه والذي يستمر إلى غاية الرابعة أو الخامسة صباحا، أصبح يقض مضجعها خصوصا بعد أن أصبح البعض ممن يرتدي جلود الأضاحي، يستغل هذه الظاهرة للسرقة والتحرش والاعتداء بالضرب والتهديد وغيرها من الأفعال المشينة، على حد تعبير الساكنة.
وطالب السكان من الجهات المعنية بتنظيم وتقنين الظاهرة بشكل صارم للحفاظ على أهدافها المتعارف عليها قديما، كخلق الفرجة من أجل الترويح عن النفس، فضلا عن تحديد أماكن تنظيمها بشكل دقيق والذي من شأنه أن يحدد المسؤوليات ويساهم في مرور هذه الاحتفالات في جو يسوده الأمن والأمان.
وبدوره أكد رئيس المجلس الجماعي للدشيرة الجهادية، رمضان بوعشرة، أن الجماعة تلقت مجموعة من الشكايات والعرائض تعود لساكنة المدينة، تطالب فيها بالتدخل لإنقاذ أحياء من الفوضى والازعاج الذي تتسبب فيه هذه الظاهرة، مؤكدا أن الجماعة تفاعلت بشكل إيجابي مع تظلمات الساكنة وعقدت اجتماعا مع الجمعيات المعنية من أجل التنسيق بينها وبين المؤسسة المنتخبة لانجاح كرنفال "بيلماون".
وعبرت الجماعة، يضيف بوعشرة، عن استعدادها للمساهمة في تنظيم ودعم هذه الاحتفالات شريطة أن تنظم بساحة الحفلات باعتبارها ساحة معدة لهذا الغرض، وفضاء تتوفر فيه جميع الشروط المطلوبة لإقامتها، بتنسيق مع باقي الجهات منها السلطات المحلية والأمنية.
ودعا المتحدث إلى الحفاظ على هذا الموروث على أساس أن يكون هنالك تنظيم محكم، لأن الأمن لا يمكن أن ينتشر في ربوع الدشيرة وانزكان وايت ملول نظرا للموارد البشرية المحدودة التي تتوفر عليها المنطقة الأمنية الإقليمية لإنزكان، نافيا أن تكون الجماعة ضد هذه الظاهرة أو تسعى للقضاء عليها، في إشارة إلى سوء الفهم الذي قوبلت به إحدى تدويناته الفيسبوكية، أخيرا.
الأستاذ الجامعي، أحمد صابر، الباحث في التراث المحلي الأمازيغي، أكد أن تقنين هذه العادة وتحسيس الجمعيات وإلقاء المسؤولية على عاتقها، سيساهم لا محالة في تنظيمها والحفاظ على الفرجة التي تسعى إليها، مضيفا أنه يجب على الجميع صون "بوجلود" لحمايته من الاندثار ونقله إلى الأجيال اللاحقة باعتباره تراثا متوارثا أبا عن جد.