ظاهرة الانتحار شنقا او عبر تناول مواد سامة سواءا داخل المنازل او في بعض غابات دواوير منطقة باب برد وضواحي شفشاون، كانت نتائجها مؤلمة في اوساط شباب وابناء اقليم شفشاون،ظاهرة جعلت الاقليم ومعها المناطق المجاورة يتربع على عرش المدن المغربية التي شهدت اكبر عدد من الضحايا بسبب الانتحار في المغرب .
معطيات كشفت عنها مصادر حقوقية و طبية تؤشر الى ان الظاهرة ما تزال تحصد المزيد من ابناء المنطقة وسط غياب تام للاسباب التي تقف وراء ذلك .
فمنذ شهر يناير 2018 والى غاية امس الاثنين22 ماي ، فقد الاقليم 13 شخصا بينهم نساء واطفال وشباب غالبيتهم اقدموا على الانتحار شنقا بواسطة حبل داخل مقر سكناهم فيما اربعة منهم اقدمواعلى الانتحار شنقا الى جدع اشجار بمناطق متعددة تابعة لاقليم شفشاون، اخرهم شخصين مسنين بدوار احسانن فيما الثاني بجماعة تازكان.
شفشاون..معطيات وارقام صادمة
المعطيات التي حصل عليها le360 تشير الى ان ازيد من 11 شخصا اخر بينهم نساء وفتيات تم انقادهم خلال هذه السنة خمسة منهم نقلوا على عجل الى المستشفى لتناولهم مواد سامة او لتدخل افراد من اسرهم التي انقذتهم من الانتحار شنقا بواسطة حبل داخل منازلهم .
ووفق المعطيات ذاتها فانه و بالمقارنة بين اقليم شفشاون ذي الكثافة السكانية المتوسطة والتي لا تتعدى 42786 نسمة حسب نتائج الإحصاء العام للسكان الذي أعلنت عليها المندوبية السامية للتخطيط، وبين مدينة طنجة التي يتعدى سكانها مليون و 65 الف 601نسمة، فان حالات الانتحار باقليم شفشاون فاقت ما بين سنة 2017 والى غاية الايام الاولى من شهر ماي الجاري 47 حالة انتحار، فيما سجلت بمدينة طنجة لوحدها خلال السنة الجارية وهذه السنة 18 حالة انتحار بينهم اربع حالات انتحار خلال شهري مارس وماي من هذه السنة .
ومقارنة بين مدينة تطوان واقليم شفشاون فان حالات الانتحار المسجلة بمدينة طنجة لم تتجاوز سبع حالات انتحار فقط خلال سنة 2017 فيما سجلت حالتي انتحار خلال 2018.
وفي سياق تفاعل المجتمع المدني مع الظاهرة بالاقليم نظمت بمنطقة باب تازة فبراير المنصرم اول ندوة وطنية حول واقع وحلول الانتحار نظمتها جمعية باب تازة للرياضة والتنمية بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لشفشاون وخلاها دعا الفاعلون الحقوقيون والجمعيون القادمون من باب برد وباب تازة وماطق اخرى بشفشاون وبني سلمان التي شهدت اكبر نسبة من الانتحارات خلال العام الماضي،المسؤولين بالجهة الى وضع مقاربة شاملة للظاهرة التي باتت-حسبهم -واحدة من بين المشاكل التي تهدد اسر مناطق ودواوير اقليم شفشاون .
المغرب الثاني عربيا في الانتحار
وفقا لتقارير اعدتها منظمة الصحة العالمية حول الانتحار اعتمادًا على المنظمات الحقوقية المحلية سنة 2014، تم تسجيل كون عدد حالات الانتحار بالمغرب تضاعفت ما بين سنتي 2000 و2012 بنسبة 97.8%، حيث انتقل معدل حوادث الانتحار من 2.7 لكل مئة ألف سنة 2000 إلى 5.3 لكل مئة ألف سنة 2012.
وفي سنة 2012 بلغ عدد حالات الانتحار في المغرب، وفق منظمة الصحة العالمية، 1628 حالة انتحار، محتلًا بذلك المركز الثاني بعد السودان، بين البلدان العربية الأكثر معاناة من الظاهرة. التي يمثل فيها الرجال 87% من هؤلاء المنتحرين بنحو 1431 حالة انتحار، و198 حالة فقط منهم نساء.
وفي غياب ارقام واحصائيات جديدة من قبل المنظمة العالمية ووزارة الصحة حول ظاهرة الانتحار بالمغرب خلال السنتين المنصرمتين 2016و2017، فان مصادر مطلعة تشير الى ان هنالك ارتفاع كبير مسجل على المستوى الوطني وعلى المستوى الجهوي طنجة تطوان الحسيمة ، ممرد ذلك حسب مصادرنا انتشار ظواهر من قبيل الادمان على المخدرات واقراص الهلوسة على الخصوص وما ينتج عنها من اضطرابات نفسية، ناهيك عن عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية.
