إذا ما حللنا بمدن الأقاليم الجنوبية للمملكة، فإننا سنجد جل أهل الصحراء لا يتنازلون عن أكلتهم المفضلة في وجبة السحور، والمعروفة باسم "البلغمان"، وهي عبارة عن خليط دقيق الشعير المجفف، يحتوي على مواد غذائية فعالة، أهمها النشا والبروتين والأملاح المعدنية، ومنها الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم.
وفي اتصال هاتفي بالسيدة "س.ع"، المحذرة من قبيلة "الركيبات" والقاطنة بمدينة العيون، قالت لـ "Le360": "نحن في الجنوب المغربي نفضل تناول "البلغمان" في وجبة السحور، أولا نظرا لكونه خال تماما من الدهون والكولسترول، ثم ثانيا لأنه يمنح الجسم طاقة كبرى طيلة نهار رمضان، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على الانسان الصحراوي، فيجد نفسه بصدد اجتياز يوم رمضاني لا يحس فيه لا بالجوع ولا بالعطش".
وأضاف ذات المصدر: "أما بالنسبة لكيفية تحضير هذه الأكلة، فهي تتم عبر وضع دقيق الشعير المجفف والمطحون في إناء صحراوي معروف باسم "الكدحة"، وبعد ذلك يمزج مسحوق دقيق الشعير المسخن والمجفف بالماء الساخن والسكر والقليل من الملح، فيصبح البلغمان جاهزا للأكل بكل بساطة".
وأردفت السيدة "س.ع": "قبل الشروع في تناول البلغمان، يمكن أن ينضاف إليه زيت الزيتون، أو السمن الذي يطلق عليه محليا اسم الدهن أو الزبدة، وهناك أيضا من يفضل أن يضيف له الحليب الطازج أو "لودك"، وهذا الأخير هو عبارة عن شحوم سنام الجمل المذابة والمصفاة جيدا".
وتابع المصدر ذاته: "لا يقتصر تناول البلغمان على شهر رمضان فقط، بل يكون استهلاكه ممتدا طيلة العام، حيث يتم تناوله من طرف المسافرين، باعتبار أنه يمنع الجوع والعطش، كما يتم تحضيره أيضا للأشخاص الذين يعانون من تراكم الدهون المضرة في وعاء المعدة".
وتجدر الإشارة إلى أن أماكن بيع دقيق الشعير "المكلي" لم تعد مقتصرة على التواجد بالأقاليم الجنوبية فقط، بل باتت منتشرة في جميع ربوع المملكة، نظرا لكون أكلة "البلغمان" باتت تكتسب شهرة لا بأس بها بين المغاربة.