وحسب يومية "الأخبار" التي أوردت الخبر في عددها لنهاية الأسبوع، فإن وقائع القضية تعود إلى التاسع من نونبر من السنة الماضية، إذ أن التحريات التي تقوم بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية في المغرب، من أجل محاربة الجريمة الإرهابية وتفكيك الخلايا المتطرفة، مكنت من إيقاف المتهم، بعد مواجهته بشكاية رسمية تقدمت بها قاصر في حقه وصفت بالخطيرة.
الشكاية التي أفادت فيها القاصر، أن المتهم يعمد إلى شحنها بأفكار متطرفة وإرغامها على السفر برفقته إلى سوريا، من أجل الجهاد والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية ببلاد الشام إسوة بزملائه.
وأكدت المشتكية في محضر الاستماع، أنها تعرفت على المدعو "س.م" سنة 2014، حيث تقدم لخطبتها من والديها، وأنه بعد هذه الخطوة قام بإرغامها على ممارسة الجنس معه بالعنف، كما كان يعرضها للضرب والتهديد بواسطة سيوف كان يخبئها بمنزله، ما نتج عنه افتضاض لبكارتها، حسب قولها.
وأقام المعني حفل زفاف بمنزل والدته دون إبرام عقد الزواج لأنها قاصر، وكشفت الضحية أنه كان يحدثها بشكل دائم عن موضوع الجهاد وشرعيته، بحيث قال لها أنه فرض عين على كل مسلم، مستدلا بأحاديث وفتاوى.
وأكدت، تضيف الجريدة، أنه كان يعرض عليها فيديوهات وصور خاصة بتنظيمات إرهابية متطرفة عن طريق هاتفه النقال، كما أفصح عن رغبته الجامحة في السفر إلى سوريا، إسوة بأحد زملائه الذي تمكن من السفر ورافقته زوجته إلى هناك من أجل الجهاد.
وأوضحت الضحية القاصر أنه كان يمنعها من متابعة التلفاز، ويعرض عليها بدل ذلك فيديوهات خطيرة عن منجزات "داعش" الإرهابية وأناشيد جهادية متطرفة.
وأشارت القاصر إلى أنها عثرت من باب الصدفة ضمن حاجيات المتهم، على مسدس ناري أسود اللون له قبضة نحاسية صفراء مخبأ بعناية بآنية للطبخ، وبعد استفسارها عن الأمر ثار في وجهها وهددها في حال افتضاح أمره، وكشفت أنه اعترف لها أنه على علاقة بمجموعة من الأشخاص ذوي الفكر المتطرف.
وأردفت اليومية أنه بعد الاستماع إلى المتهم الرئيسي من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، صرح أنه سبق له أن التزم دينيا منذ حداثة سنه، مضيفا أنه بعد اندلاع الثورة السورية سنة 2012 عمل على تتبع نشاط الحركات الجهادية المسلحة التي تقاتل ضد النظام السوري، واطلع على مجموعة من الأناشيد والأشرطة الدعائية التي تمجد هذا التنظيم على شبكة الأنترنيت.
وأشار المتهم إلى أنه تزوج القاصر المشتكية سنة 2015، إلا أنه لم يبرم معها عقد زواج بسبب سنها الصغيرة، بحيث أنجبت منه طفلا يبلغ من العمر سنة، واعترف أنه فرض عليها ارتداء الخمار وعدم مشاهدة التلفاز، ومحاولة إقناعها بشرعية الجهاد والعيش في ظل الخلافة الإسلامية، كما اقترح عليها فكرة مرافقته إلى سوريا.
واستنادا للجريدة ذاتها، فقد كشف المتهم عن شبكة علاقات ربطها مع شيوخ ومتابعين في قضايا إرهاب، وانضم إلى تطبيقات مشتركة تجمعهم على كل واحدة وهي مشروعية وشرعية التشدد والجهاد.
وأضاف أنه تحصل على سكاكين و"ساموراي" وسراويل شبه عسكرية ومجموعة من الهواتف النقالة، من خلال عمله في تجارة الأشياء المستعملة، نافيا في الآن نفسه تحوزه لمسدس ناري كما ادعت زوجته، وأن المسدسات المدرجة في تصريحاتها هي بلاستيكية فقط، كما شدد المتهم على أنه لا نية له في تنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة، مع اعترافه برغبته الجامحة في السفر إلى سوريا من أجل الجهاد هناك.