وتشير أصابع الاتهام، حسب يومية الناس التي أوردت الخبر في عددها لنهاية الأسبوع، "إلى فرضية جماعة متطرفة ، كما خلق هذا الحدث غير المسبوق استنفارا أمنيا وسط الأجهزة الأمنية التي التأمت في اجتماعات ماراتونية لفك هذا اللغز الذي يتزامن مع تفكيك مصالح الأمن لخلايا إرهابية تجند الشباب المغاربة من أجل القتال في سوريا".
وجاء في تفاصيل هذه الواقعة، "أن عملية إنزال العلم الوطني تمت غفلة من الحراس الليليين الذين كانوا يتولون مهمة حراسة المحلات المتوجدة داخل وخارج الاسوار التاريخية المحيطة بالمدينة القديمة، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الموالين فوجئ تجار هذه المنطقة حينما اتجهت أنظارهم إلى أعلى البوابة بوجود قطعة ثوب حمراء تحمل عبارات دينية وضعت مكان العلم الوطني، الأمر الذي دفعهم إلى إخبار السلطات المحلية بالموضوع".
وتضيف الناس أنه "فور انتشار الخبر، شهدت الساحة المذكورة إنزالا مكثفا لمختلف الأجهزة الأمنية التي كانت مرفوقة بمصلحة الشرطة العلمية التي قامت بعملية مسح للمكان لتقفي آثار الجناة، وخصوصا أن الأمر يتعلق بالمس بالعلم الوطني، وكخطوة أولى تمت إزالة هذه الراية وإعادة العلم الوطني إلى مكانه أمام أعين جمع غفير من المواطنين الذين تابعوا العملية عن كثب".
تطرف نائم
لا يمكن الحديث عن التيارات الدينية التي طفت على السطح المغربي، دون الحديث عن الوقائع التي تدعو إلى ذلك، خاصة في ظل ما أعلنته السلطات المغربية سابقا من إحباط محاولة ارساء تنظيم القاعدة في المغرب العربي، بمساعدة الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، واعتقال عدد من العناصر المتشددة .
هذا الحادث وإن كان يبدو بسيطا من حيث الشكل، إلا أن جوهره يخفي فكرا متطرفا لا يزال يعشش في المجتمع المغربي، فرمزية العلم تعكس "ولاء" غير معلن للشبكات الإرهابية التي تستقطب شبابا المغرب للقتال و "الجهاد" في الأراضي السورية وغيرها.
إذا ما تحققت فرضية نسب الحادث إلى جماعة متطرفة، فذا يؤكد خطة بعض الأصوات المتطرفة التي منها من يختار المناطق النائية لتطبيق أفكاره، ومنهم من اختار السفر عبر صهوة الجريمة، عن طريق القتل والنهب والسرقة الموصوفة.