وخصصت يومية مغرب اليوم تحقيقها لهذا الأسبوع، لهذا السوق، وبدأت بتقرير لجمعيوة أسستها شركة مايكروسوفت للبرمجيات الحاسوبية، سنة2011، جاء فيه أن نصف مستخدمي التطبيقات المستعملة في الحواسيب وباقي المعدات الإلكتونية في المغرب يلجأون إليها مقرصنة، والأكيد، حسب المجلة أن أصابع الاتهام تتوجه بالدرجة الأولى إلى السوق الشهير بوسط مدينة الدار البيضاء المعروف بدرب غلف.
كما أعطت المجلة الكلمة لتجار درب غلف، حيث أجمعوا أن "ما يدور داخل درب غلف يجد هالة كبيرة ومحاولة من البعض للترويج على أن ما نقوم به شيء مستحيل"، وهذا الطرح يعززه الخبير في مجال المعلوميات مروان حمراش الذي شدد على عدم وجود إبداع بدرب غلف وما يروج داخله مصدره مجموعة من المواقع الالكترونية والمنتديات خاصة المملوكة لأشخاص في أوربا الشرقية، حيث يقوم تجار السوق بتحميلها".
ويبرز التحقيق، كيفية الحصول على برامج مقرصنة، حيث يقتصر دور تجار درب غلف على البحث عن "ليسانس" أو "الباتش" أو "الكراك" الخاص بتشغيل تلك البرامج المعلوماتية.
وفي ما يخص القنوات المشفرة، لا سيما قبيل كأس العالم المقبلة بالبرازيل، حيث يتم تبادل الشيفرات بين التجار عبر تخزين المعطيات داخل "سيرفر" يوزعها في ما بين المستفيدين من البث مع ضمان استمراره.
قلعة القراصنة
لقد أصبح هذا السوق العشوائي، ظاهريا، يقلق أكبر شركات البرامج المعلوماتية، إذ سبق لمسؤولي وممثلي شركة مايكروسوفت العالمية بالمغرب، أن عبروا للسلطات المغربية عن قلقهم من تنامي ظاهرة قرصنة البرامج المعلوماتية والخسائر التي تتكبدها الشركة من هذه الممارسات، لكن السلطات لم تحرك ساكنا واكتفت بتنظيم أيام دراسية حول الظاهرة وآثارها على الاستثمار والاقتصاد الوطني وقدمت عددا من الوصلات التحسيسية عبر القنوات العمومية، لتحسيس المواطن بخطورة الإقبال على هذه المنتوجات المقرصنة، وانتهى الأمر عند هذا الحد.
ربما غيب عن البعض أن الأرض التي توجد عليها “براكات” درب غلف تعود لورثة خواص، ما يستدعي حلا من أجل إعادة هيكلة السوق بالاتفاق مع الورثة أو التجار، هذا إذا ما سلمنا أن نشاطهم شرعي، أما إذا كان الأمر يتعلق بالقرصنة، فتلك حكاية أخرى.