ووفق ما أوردته جريدة "الصباح" في عددها لنهاية الأسبوع، فقد قررت المحكمة رفض جميع الدفوعات الشكلية التي تقدم بها دفاع الظنينين، ومصادرة الساعة اليدوية الرقمية لعادل لبداحي، والتي تحتوي على كاميرا مراقبة لفائدة الاملاك المخزنية.
وفي ما يتعلق بالدعوى المدنية، قضت هيأة الحكم برئاسة القاضي بلميرة، باداء المدانين تعويضا تضامنيا لفائدة الجمعيات المهنية الثلاث، بمبلغ مالي قدره 150 الف درهم لكل منهما، وبادائهما تضامنا لفائدة المطالب بالحق المدني، رئيس تحرير يومية "الصباح" تعويضا مدنيا قدره 150 الف درهم مع الصائر والاجبار في الادنى.
ومنحت هيأة الحكم الكلمة الاخيرة للظنينين اللذين تشبتا بجميع تصريحاتهما خلال مناقشة القضية امام هيأة الحكم، واكد الكرطومي انه كان يطالع بعض الجرائد الوطنية ومن ثم يخرج ببعض الفيديوهات ينشرها بناء على ما تصفحه بها من اخبار.
وعرفت الجلسة التي دامت زهاء 15 ساعة متواصلة بقاعة الجلسات 4، جدلا بين دفاع الظنينين ودفاع المطالبين بالحق المدني وممثل النيابة العامة.
واشار النقيب عمر ودرا، الى ان اعراض الناس خط احمر، ولا يمكن المساس به تحت ذريعة محاربة الفساد، واضاف انه من حق الظنينين محاربة الفساد والابلاغ عنه والدعوة الى الاحتجاج ضد سلوك معين وضد جهات معينة وفق الشروط والضوابط التي يكلفها القانون دون المساس باعراض وكرامة المواطينين، واوضح النقيب ان الجمعيات المهنية القضائية المشتكية تعهدت بالتبرع بالتعويضات لفائدة الجمعيات الخيرية.
ومن جهته، أسهب المحامي محمد كروت من هيأة الرباط في الحديث عن تداعيات المساس بكرامة الانسان، اذ صرح ان محاربة الفساد تكون مسنودة بجرائم ثابتة مع حالة التلبس، واورد ان جرائم المس بكرامة الانسان جرائم لا تنسى ولا يطولها النسيان لأنها تضر بالعائلة والفروع، وان الكرامة لصيقة بالانسان حتى بعد وفاته.
واضاف ان المتهمين اعترفا بانهما يقومان بتصوير الفديوهات قبل وضع الشكاية لدى المصالح المختصة، وخلص الدفاع ان الغرض من هذه التصرفات هو التشهير والمس بكرامة الضحايا.
واكد المحامي نجيب، دفاعا المطالب بالحق المدني رئيس تحرير يومية الصباح، ان الكرطومي نعت موكله بعدة اوصاف بلغت 14 اتهاما، متهما اياه بجرائم خيالية يعلم بعدم حدوثها، وتحداه ان يأتي بدليل واحد.
من جهته، قال بدر عطباش، ممثل النيابة العامة، ان اكبر فتنة يقوم بها الظنينان واتباعهما تمرير عبارة " جيم، بارطجي" وجمهورهما ضيع على نفسه فرصة الوقوف على حقيقة " فاضحي الفساد" مشيرا الى انه بعد اعتقال " الكرطومي" لقب من قبل انصاره ب " فاضح الفساد" الذي ركب صهوة جواده للقيام بالمهمة، في حين انه يفتري على الناس بالباطل والظلم وتساءل ممثل النيابة العامة، هل يحارب المتهمان فعلا الفساد ام انهما الفساد بعينه؟
ودعا وكيل الملك الطنينين الى البدء بأنفسهما اذا اراد فعلا محاربة الفساد تطبيقا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.