"العصيان بالمساجد".. مصلون يرفعون "الفيتو" ضد أئمة المملكة!

DR

في 27/06/2017 على الساعة 22:30

في مسافة زمنية تقل عن ثلاثة اشهر، تحولت مساجد المملكة إلى ساحات لعصيان من نوع آخر، أبطاله مصلون غير راضون عن المسجد وخطبه، فتخرج ردود أفعالهم عن السيطرة وتتحول من احتجاج إلى عصيان، بل وقد يصل الأمر إلى مواجهات لا توقفها سوى السلطات الأمنية.

آخر حالات العصيان بالمساجد، حدثت صبيحة أمس، في صلاة عيد الفطر، ببوجدور، حينما انتفض عشرات المصلين ضد الإمام، بدعوا أنه يبدا الصلاة بسورة الفاتحة، ليتحول مصلى المدينة لساحة احتجاجات، وذلك ساعات فقط بعد تعيين عامل الإقليم الجديد إبراهيم بن إبراهيم.

الفيديو أدناه، يظهر كيف تحولت صلاة العيد إلى ما يشبه وقفة احتجاجية ضد تعيينات وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، التي تسهر على توزيع الأئمة والخطباء بمساجد المملكة.

قبل حادثة بوجدور بأسابيع، نظمت ساكنة دوار أولاد الشيخ بإقليم قلعة السراغنة وقفة احتجاجية أمام مسجد الدوار ساعات قبل صلاة الجمعة للتنديد بإعفاء وزارة الأوقاف لإمام المسجد وتعيين إمام آخر مكانه.

الوقفة التي وثقت بالفيديو، أعلنت فيها الساكنة عن تشبثها بإمامها الذي قالوا إنه "يشهد له بصلاحه وورعه وإشرافه سنين طوال على تخرج مئات حفظة القرآن وطلبة العلوم الشرعية، وكذا علاقته الطيبة مع الساكنة".

تحولت بعدها الوقفة إلى مواجهات مع عناصر القوات العمومية، الأمر الذي خلف إصابة عدد من المحتجين بجروح متفاوتة الخطورة

و كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد قررت عزل إمام وخطيب مسجد الدوار سعيد الصديقي، ما جعل الساكنة تنتفض على طريقتها معلنة "العصيان" ضد الإمام الجديد.

كما تعرض إمام شهر فبراير الماضي ، لهجوم شنيع ، أشبه بعملية اغتيال ، الأمر يتعلق بإمام مسجد حي الزيتون بمقاطعة المنارة بمدينة مراكش ، الذي تعرض لعملية اعتداء ، بنية القتل العمد ، حيث انهال عليه شخص مجهول بعدد من الضربات على مستوى رأسه بسكين من الحجم الكبير.

ويرجح أن يكون سبب هذا الاعتداء دخول الإمام مع الشخص بعد صلاة عصر يوم الجمعة في نقاش حاد ، بعد طرح الشخص العديد من الأسئلة ” الغريبة ” ، و هو الشيء الذي دفع الإمام إلى الانسحاب و عدم اتمام الحوار ، فيما اعتبر الشخص ردة فعل الإمام تنقيصا من قيمته ، ليتوعد بتصفيته ، إلا أن الإمام لم يكن يتوقع أن التهديدات ستتحول إلى تطبيق بعد 4 أيام.

سيناريوهات متكررة

ما حدث ببوجدور وقلعة السراغنة، في الواقع ليس سوى سيناريو مكرر مما حدث قبل ذلك بمسجد يوسف بن تاشفين بفاس، قبل بضعة أشهر، بالضبط شهر دجنبر الماضي حين شهد المسجد احتجاج العشرات من المصلين داخله بعد أذان صلاة الجمعة، وأجبروا إمام المسجد على النزول من منبر الخطبة، احتجاجا على قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، القاضي بإيقاف إمام المسجد، محمد أبياط.

حينها، نظم المصلون الغاضبون من قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقفة احتجاجية داخل المسجد الذي لم تقم فيه صلاة الجمعة في الأسبوع الذي تلى الحادث، بسبب الأحداث التي عرفها، وأظهرت فيديوهات تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كيف انتفض المصلون ورددوا شعارات ضد القرار معلنين تشبثهم بالخطيب الموقوف.

ورفع المحتجون داخل المسجد، الذي ظل أبياط، يخطب فيه لسنوات قبل أن يصدر قرار توقيفه، شعارات منددة بالقرار ومطالبة بإلغائه وهتفوا بشعار "لا خطبة من دون أبياط".

كما هاجم المحتجون وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ورفعوا شعارات ضده، كما حملوه مسؤولية ما اعتبروه "إقصاء الخطباء المعتدلين من المنابر"، كما اتهم الغاضبون من التوقيف الوزارة الوصية على الشأن الديني بالبلاد بالمساهمة في "دفع الشباب إلى أحضان التطرف"، عبر قرارات التوقيف التي أصدرتها في حق عدد من الخطباء المعتدلين.

من جانبها، بررت وزارة الأوقاف، التوقيف بناء على خطبة محمد أبياط، التي اعتبر فيها أن الحرائق التي شهدتها إسرائيل، "عقاب من الله على محاولتها منع الأذان في القدس"، وهو ما صنفته الوزارة خلطا "للدين بالسياسة".

أمام تكرار حوادث العصيان في المساجد، وانتقال العدوى إلى مدن ومداشر أخرى، حيث تكررت الحوادث نفسها في كل من تطوان وأكادير والدار البيضاء، تسود حالة من الترقب للمواقف التي ستتخذها الجهات الوصية على الشأن الديني بالبلاد. سيما أن الأمر وصل إلى حد انتقال احتجاجات اجتماعية كالتي تشهدها مدينة الحسيمة إلى احتجاج ضد خطيب المسجد، من طرف قائد الاحتجاجات، وهو ما يمهد لرد منتظر من الوزارة من أجل إعادة الأمور لأصلها في مساجد المملكة.

في 27/06/2017 على الساعة 22:30