وأوردت يومية "الصباح" في عددها ليوم الخميس 22 يونيو على صفحتها الأولى، أن الأكاديمية والمديرية المذكورة توصلتا بوثائق وتسجيلات وحجج تفيد واقعة غش من الحجم الكبير، تورط فيها مسؤولون بالثانوية الإعدادية المستقبل، حيث اكتشفت إحدى الأستاذات عملية التسريب وأخبرت مدير المؤسسة بها في حينه.
وقال مصدر الجريدة ذاتها، أن الفضيحة تشبه بشكل كبير ما وقع قبل سنوات، بالثانوية التأهيلية البارودي بالدار البيضاء، وانتهت بالزج بعدد من المسؤولين في السجن، كما تورط أحد القضاة في عملية تدليس في أوراق التصحيح لفائدة ابنه، حين كشفت التحقيقات الأمنية وجود أياد خفية تعمد إلى سحب الورقة الأصلية التي دون عليها المترشح أجوبته، لتستبدل بورقة إجابة جديدة، تحمل الرقم السري للمترشح.
وأردفت اليومية محيلة باقي تفاصيل الفضيحة على الصفحة الثانية، أن أستاذة للغة الفرنسية بالثانوية الإعدادية المستقبل، فوجئت أثناء تصحيحها ورقة إمتحان تلميذ بأجوبة دقيقة وأسلوب يعكس إطلاعا جيدا بهذه اللغة، وتفانيا في الإجابة على جميع الأسئلة وتقديم شروحات وإضافات من عنده، ما جعلها تشك في الأمر، مقررة وضع الورقة جانبا إلى حين استشارة زملائها الأساتذة.
وبعد الإطلاع على الورقة من طرف زملاء الأستاذة المذكورة، أكدوا جميعهم على أن هذه الأجوبة لا يمكن أن تعكس المستوى المعرفي واللغوي لتلميذ في مستوى التاسعة إعدادي، قبل أن يخطروا رئيس المؤسسة بهذه الواقعة، حيث أقر المدير بواقعة الغش معتبرا ذلك غشا وتدليسا مفضوحا دون أن يتساءل عن مصير الورقة الأصلية، والجهة التي قامت بزرع ورقة امتحان جاهزة وسط أوراق التصحيح.
وتابعت الجريدة، أن الملف طوي عند الحد المذكور دون أن تتخذ الإدارة أي قرار من شأنه تحديد هويات المتورطين في هذه الفضيحة، والتي تضرب في العمق حق جميع التلاميذ في المساواة والإنصاف وتكافؤ الفرص، فضلا عن منح الإدارة للتلميذ المعني نقطة 20/6 دون تقديم أي توضيحات عن مصدر هذه النقطة.
الفضيحة سرعان ما انكشفت داخل المؤسسة بعد توصل العديد من الأساتذة بالورقة المزورة عبر تقنية الوتساب، وهو الأمر الذي دفع بمدير المؤسسة إلى كتابة تقرير، بعد مرور شهرين على الواقعة، وطلب من أعضاء لجنة التصحيح التوقيع عليه، علما أن الواقعة ليست الأولى من نوعها فقد سبق وأن نال التلميذ "المحظوظ" نقطة 18.45/20 في امتحان التربية البدنية بالرغم من مرضه لحظة اجتياز الإمتحان.