وحسب ما أوردته يومية "الصباح" في عددها لنهاية الأسبوع، فقد جمعت النادلة سلوى ملابسها في يوم بارد من السنة الماضية، وتوجهت من قيادة المساعدة ضواحي سيدي سليمان نحو مشرع بلقصيري للبحث عن لقمة عيش أفضل، وأثناء وصولها اصطادها العشيق وقضت معه ثلاثة أشهر في ببيته، وحينما كانا يقضيان جلسة خمرية ليلة السابع من مارس الماضي، حاول العشيق ممارسة الجنس عليها، فرفضت ذلك، وصرحت له بأنها مصابة بداء "السيدا"، وأنها نادمة على عدم كشف الأمر في اول لقاء بينهما.
انتابت العشيق الملقب بـ"بودربالة" حالة هيستيرية فور سماعه السر، لم يتمالك أنفاسه في ليلة باردة، بعدما عادت به الذاكرة الى الايام الحمراء التي قضاها مع خليلته.
وفي تلك الليلة فكر في الانتقام فصعد الى سطح منزله الواقع بالطريق المؤدية الى سوق الثلاثاء، وتحسس عصا غليظة وعاد الى غرفته فأخذ بخناق زوجة المستقبل وضربها، ما تسبب في وفاتها.
التخلص من الجثة
حينما أجهز "بودربالة"على الخليلة وتأكد من وفاتها، صعد من جديد الى سطح منزله وظل يفكر في كيفية التخلص من الجثة، وبعد يومين توجه إلى منطقة خالية بها اكوام من بقايا الفحم الحجري، وحفر حفرة وبعدها عاد الى المنزل ونقل العشيقة إلى مكان الدفن السري ليتخلص منها، دون صلاة الجنازة عليها.
افتضاح الجريمة
أصدقاء "بودربالة" وعائلته لاحظوا تغييرا في تصرفاته، وكانوا على علم بتفاصيل العلاقة الجنسية غير الشرعية مع سلوى، قبل ان يحصل احد أفراد عائلته على معلومات مفادها ان المتهم قتل العشيقة ودفنها سرا دون علم عائلته.
المبلغ لم يتمالك نفسه وهرع بدوره الى مقر الدائرة الأمنية الثانية بمفوضية امن مشرع بلقصيري، بعدما تبادر الى ذهنه ان عدم إشعار الامن سيعرضه لعقوبات جنائية. وحينما وطئت قدماه مقر الأمن، شرع في سرد التفاصيل وهو في حالة هستيرية وصرح ان احد معارفه دخل الى منزل "بودربالة" وعثر على جثة سلوى على السرير، فأخذت مصالح الشرطة كلامه على محمل الجد.
هرعت عناصر الدائرة الأمنية الى حي "البلوك" مسرح الجريمة، وعاينت البيت وسطحه، فعثرت على آثار ملابس بها دم. وبعدها تيقن المحققون بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل، لتداهم بعدها "بودربالة" الذي لاذ بالفرار نحو ضيعة فلاحية، وبعد مطاردات وسط الحقول، أوقفت عناصر التدخل الجاني الذي كان بدوره في حالة هستيرية، واعتقد ان سر الجريمة وصل الى أصحاب الاختصاص.
نقلت الضابطة القضائية الجاني الى مقرها، وحينما استفسرته عن مكان خليلته، أنكر الأمر جملة وتفصيلا نافيا علمه بمصيرها، وبعدها انتقل الأمنيون إلى بيته، ودلوه على آثار للدم والبطاقة الوطنية الخاصة بالهالكة التي عثر عليها بالسطح المنزل.
شرع بودربالة، في سرد تفاصيل مثيرة عن جريمته وأشهر المحققين أنه قتلها ونقلها بمساعدة ثلاتة من شركائه إلى محيط معمل السكر ودفنها وسط أكوام بقايا الفحم الحجري، وصرح لهم أنه علی استعداد لمرافقتهم الی مسرح الجريمة ودلهم على مكان دفنها.
انتقلت الضابطة القضائية بعدما أشعرت النيابة العامة ومسؤولي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، الذين حجوا إلى المنطقة تزامنا مع اليوم العالمي للاحتفال بعيد المرأة، وبعدما شرع ضباط الشرطة في عمليات الحفر، ليعثروا على النادلة مدفونة بطريقة بشعة.
محيط الجريمة
تجمهر السكان حول محيط الجريمة واستعان المحققون بالأمن العمومي والسلطات العمومية وأعوانهم لمنع الفضوليين من عرقلة استخراج الجثة، وبعدما استخرجوها حتى انتشرت رائحة نثنة، ونقلت النادلة على متن سيارة لإسعاف الى المركز الاستشفائي الإقليمي بسيدي قاسم لإجراء تشریح عليها.
ولحسن الحظ عثر الأمن على بطاقة الهالكة بسطح منزل عشيقها، وأثناء تنقیطها تبین انها تنحدر من دوار الحكاميين بقيادة المساعدة بعمالة سیدي سلیمان، و ربط المحققون الاتصال بالدرك الملكي لإشعار عائلتها بوفاة ابنتھم دون ذكر الأسباب.
والدة سلوی انتقلت علی وجه السرعة إلى مقر الأمن، وبعدما رافقوها الى مستودع الاموات وحينما شاهدت الجثة حتى نهارت بالبکاء ،وصرحت لهم أنها فلذة كبدها التي انتقلت أواخر 2016 إلى مشرع بلقصيري للعمل كنادلة فی مقھی ،تركت الظابطة القضائية "بودربالة" إلی ان عاد الى وعيه وبعدها شرع فی سرد تفاصيل مؤلمة.