صاحبات الفراولة.. نساء مكافحات
خديجة، فاطنة وأسماء أخرى لنساء حملهن قصر ذات اليد إلى العمل في حقول توت الأرض بمولاي بوسلهام، طلبا لرزق تصفه خديجة «بالقليل جدا».
«أخرج من بيتي على الساعة السابعة صباحا لأصل إلى الحقل في الساعة الثامنة. لا يمكنني أن أتأخر فأنا احتاج هذا العمل رغم قلة مدخوله لكنه يتيح لي مساعدة زوجي في مصاريف البيت لأنه طالب معاشو» تقول خديجة والحسرة ترتسم على محياها الذي تغطيه بمنديل، حتى لا تلفحه أشعة الشمس الحارقة.
رغم المشاق والساعات الطويلة من العمل في الحقل، "نساء الفراولة" لا تفارقهن الابتسامة، ربما هي ابتسامة لقضاء وقدر حملهن إلى عمل يبدأ في الساعات الأولى للصباح وينتهي في حدود الخامسة مساء، بثمن هزيل قد لا يتعدى 60 درهما لليوم.
ترمقهن الأعين وهن يجلسن القرفصاء أو ينحنين وعلى ظهورهن صناديق صغيرة يجنين فيها الفراولة، وهن ملثمات بمناديل اتقاء لفحات أشعة الشمس.
«المدخول قليل يا زينة لا يكفيني حتى لأداء أجرة منزلي» تقول يامنة قبل أن تضيف: «ولكن ما باليد حيلة، نبدأ العمل في الثامنة صباحا ونبقى في الحقول إلى الخامسة مساء».
مجهودات المجتمع المدني
يقول عبد الكريم النعمان، رئيس «مهرجان الفرولة »، الذي يقام سنويا بمنطقة مولاي بوسلهام أن جمعية «نالسيا» التي يرأسها تعمل على تقديم الدعم لهاته النسوة عبر الاحتفاء بهن خلال أيام المهرجان.
وتابع المتحدث أن النساء العاملات في حقول الفرولة يشكلن أكثر من70 في المائة من العاملين في هذه الحقول، وتساهمن بشكل كبير في التنمية الإقتصادية والإجتماعية بالمنطقة.
وأضاف المتحدث أن المساحة المزروعة بالفراولة بالمنطقة المذكورة تبلغ حوالي 3700 هكتار، حيث ينتج أكثر من 200 ألف طن سنويا، وتصدر حوالي 70 في المائة إلى الخارج.