بالفيديو: البلاغات الكاذبة عبر الرقم 15.. "نيران" يصعب على رجال المطافئ إخمادها

DR

في 25/03/2017 على الساعة 16:30

"الوقاية المدنية في خدمتكم.. آلو.."، بهذه اللازمة يردّ موظفان مداومان بـ"مركز معالجة البلاغات" بثكنة الوقاية المدنية "بوجي" بوسط الدار البيضاء، على مكالمات المواطنين التي ترد على المركز بشكل لا ينقطع، سواء كانت هذه المكالمات بلاغات صحيحة أم كاذبة أو بقصد العبث والتشويش والإزعاج فقط.

إزعاج وتشويش

خلال تواجد Le360 بثكنة "بوجي" ليلة الثلاثاء الماضي، بهدف إنجاز ربورتاج يرصد تدخلات رجال المطافئ ليلا، عاين الطاقم خلال الفترة الممتدة ما بين الخامسة عصرا والثالثة صباحا مئات المكالمات الواردة على الرقم المجاني 15 من الدار البيضاء الكبرى، وباستثناء 4 مكالمات فقط هي التي جاءت على شكل بلاغات صحيحة، تم على إثرها تدخل عناصر الوقاية المدنية، كانت باقي المكالمات المكثفة على مُجمّع الخطوط الرقمي بالمركز، عبارة عن بلاغات كاذبة ومغلوطة لا يهدف أصحابها سوى إلى إزعاج الموظفين المكلفين باستقبال المكالمات، بالتحرش بهم وإمطارهم بعبارات السب والشتم والكلام البذيء.

وإلى غاية الساعة الثالثة صباحا، عاينا خلال تواجدنا بغرفة معالجة البلاغات عددا من حالات الإزعاج والتحرش بمستقبلي البلاغات، حيث كانت أغلب المكالمات من طرف أطفال يعبثون بالهواتف ونساء وفتيات يعرضن أنفسهن على محاورهن بشكل داعر.. وأشخاص سكارى ومساجين يطلبون التسلية عن طريق الحديث والثرثرة.

90% من البلاغات كاذبة

كشف مصدر من الوقاية المدنية لـLe360 أن "مركز معالجة البلاغات" بالدار البيضاء يستقبل يوميا 12 ألف مكالمة، أي بمعدل حوالي 8 مكالمات في الدقيقة.

غير أن نفس المصدر أضاف أن نسبة 90% من هذه المكالمات تكون مجرد بلاغات كاذبة، أي 10800 بلاغ كاذب، ولا يتم التدخل إلا في الـ10% من البلاغات التي يتوصل بها المركز على صعيد جهة الدار البيضاء الكبرى.

وناشد المصدر ذاته الآباء وأرباب الأسر إلى توعية أبنائهم بعدم إزعاج رجال المطافئ عن طريق إشغال الخط 15 بدون سبب، مؤكدا أن هذا المركز أحدث لخدمة المواطن وليس من أجل العبث، "حيث أن كل اتصال عابث يمكن أن يحرم شخصا -وقعت له حادثة- من وصول الإسعاف إليه في الوقت المناسب..".

نار يصعب إطفاؤها

قال أحد عناصر الوقاية المدنية المكلفين باستقبال وتوزيع البلاغات بهذا المركز: "إننا مطالبون بتحمل تحرشات القاصرين والفتيات وسماع عبارات بذيئة من مواطنين غرضهم الإزعاج فقط، ولا نرد على سبابهم وشتمهم لنا إلا بقطع الخطوط في وجوههم".

وأضاف أن الفترة الممتدة بين العاشرة صباحا والعاشرة ليلا تشكل "فترة الذروة" بالنسبة للمتصلين بالمركز بغرض اللهو، خاصة من طرف التلاميذ والتلميذات الذين يتصل بعضهم من داخل الأقسام وأثناء فترات الاستراحة، مشيرا إلى أن كثافة المكالمات الواردة تختلف حسب العطل المدرسية والأعياد الوطنية والدينية.

وأوضح المتحدث نفسه أنه يتلقى مكالمات عابثة من طرف أشخاص من مختلف الأجناس والفئات العمرية، بعضهم قد يكون في كامل قواه العقلية والبعض الآخر تحت تأثير مخدر أو مسكر، كلهم يحاولون التبليغ عن حادث وهمي أو حريق بهدف اللهو وتمضية الوقت فقط، لكن، يضيف: "من خلال الخبرة والتجارب فإننا نستطيع تمييز البلاغات الصحيحة من الكاذبة فقط من خلال حديث كل متصل بنا لطلب خدماتنا".

وحين استفسرنا عن سبب عدم متابعة جهاز الوقاية المدنية لأصحاب البلاغات الكاذبة، قضائيا، كما هو الشأن بالنسبة للشرطة مثلا، أشار إلى أنه لم يحدث أن توبع أحد العابثين بالرقم 15 أمام القضاء، وفيما لم يوضح لنا سبب ذلك، أشار إلى أن "الحل الوحيد الذي يمكن التخلص من العبث بالرقم المجاني 15 هو رفع المجانية عنه"، إذ يرى أن السبب الرئيسي الذي يشجع على إزعاج عناصر الوقاية المدنية هو "مجانية هذا الرقم".

تصوير وتوضيب: محمد شافعي

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 25/03/2017 على الساعة 16:30