رسميا.. التعليم في خطر بعد استنزاف مئات الملايير في صفقات "مخدومة"

DR

في 02/03/2017 على الساعة 23:00

تأكد بشكل رسمي أن 37 مليار درهم التي رصدت للبرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم قد تم تبديدها في صفقات عمومية لم تنجح في إخراج المدرسة العمومية من غرفة الإنعاش، بل زادت من حدة الأزمة التي تهدد المستقبل الدراسي لملايين التلاميذ المنتمين لأسر معوزة أو متوسطة الدخل،حسب يومية المساء.

جاء ذلك بعد المعطيات الكارثية والتصريح الصادم الذي أدلت به رحمة بورقية مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي،والتي أكدت فيه أن "التعليم المغربي يوجد في خطر"ويحتاج "لتعبئة وطنية كبرى ومستعجلة".

بورقية كشفت بحضور عمر عزيمان رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين ان هذا الخطر يتجلى أساسا في "ضعف تحصيل التلاميذ في اللغات والرياضيات وهو ما برهن القيمة الاشهادية للباكالوريا في المستقبل " وفي رسالة صريحة بان جميع المناهج والبرامج التي اتخذت من المدرسة العمومية حقل تجارب قد انتهت الى الفشل" وقالت بورقية بان التعليم والتربية ليست "مسالة حينية،وعندما نستثمر الآن فننا نستثمر في جيل ، وان الضعف الذي نلاحظه الان جاء من سنوات ماضية " في اقرار صريح بان جميع الملايير التي رصدت لمشاريع البرنامج الاستعجالي التي تعكف كل من الفرقة الوطنية ومجلس جطو على افتحاصها قد تم تبديدها ، دون اي نتائج واقعية منذ الشروع فيها سنة 2009.

وقالت بورقية خلال عرضها لنتائج دراسة حول "البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات التلاميذ" ان الوضع الحالي يستلزم القيام "بتعبئة وطنية كبرى لكل قوى المجتمع لوضع المدرسة فوق سكة الإصلاح قصد تحسين مستقبل الأجيال والبلاد " قبل أن تنبه الى أن الهدف من هذه الدراسة "هو معرفة واقع حال المدرسة المغربية قبل سن أي سياسات عمومية ".

من جانبه حرص رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين على تعويم الجدل الذي أثير حول إلغاء المجانية بعد أن بسط رؤية ضبابية للمسار الذي سيسير فيه المجلس بخصوص هذا الملف وصرح بان "ما يروج مجرد أقوال لا أساس لها من الصحة " بحكم أن المجلس لم يسبق أن تحدث أو طرح قضية التراجع عن المجانية ".

وبعد أن طالب خلال الجلسة الافتتاحية أعضاء المجلس بالتكتم وعدم إفشاء المداولات،أبقى عزيمان الباب مفتوحا من خلال تأكيده على أن فرض أي رسوم يستلزم نقاشا مجتمعيا لإصدار قانون في هذا الإطار يستند الى دراسات مستوفية لتحديد الأسر الفقيرة والميسورة ".

وقال عزيمان "ما عمرنا هضرنا على رفع المجانية " وما قلناه بكل وضوح هو أن إصلاح منظومة التعليم مكلف جدا والمجلس طالب بالرفع من ميزانية قطاع التعليم الى 5 في المائة سنويا ما يستدعي البحث عن مصادر تمويل اضافية قد تتاتى من المؤسسات العمومية والجماعات المحلية والاسر الميسورة وذلك في حدود معينة".

من جهة اخرى كشفت الدراسة ان 98 في المائة من تلاميذ الجذوع المشتركة الاربعة بالسلك الثانوي التاهيلي " الاداب والعلوم الانسانية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم الاصيل "ينتمون الى "اسر فقيرة او الى الطبقة المتوسطة " بينما لا تتعدى فئة التلاميذ المنحدرين من اسر ميسورة 2 في المائة ، وان اباء 6 في المائة من التلاميذة عاطلون عن العمل مقابل 88 في المائة من امهاتهم وان 17 في المائة من المتمدرسين اباؤهم موظفون و14 في المائة اباؤهم فلاحون و13 في المائة اباؤهم تجار و5 في المائة اباؤهم لا يتوفرون على دخل قار .

تحرير من طرف سعيد قدري
في 02/03/2017 على الساعة 23:00