وعمل أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمّد الخامس بالرباط، من التفكير في موضوع الصحراء من وجهة نظرٍ تاريخيّة، في وقتٍ نعثر فيه على أبحاث من داخل مرجعيات تتعلّق بالدراسات القانونية والعلوم السياسية وبعض الأبحاث الأنثروبولوجية القليلة التي اهتمّت بموضوع الصحراء، من خلال قراءة بعض الأشكال التعبيرية المترسّبة في الفضاء.
عن سبب تأليفه لهذا الكتاب يقول العدناني بأنّه « منذ الإجازة كان له اهتمام كبير بموضوع الصحراء على أساس أن موضوع الاشتغال كان هو جنوب المغارب حيث درست منطقة توات التي كانت لها علاقة مباشرة مع تامبوكتو وبلاد السودان. وبعد ذلك انتقلت إلى موضوع تجارة العبيد من خلال رسائل أحمد بابا التمبوكتي وبعد دكتوراه وطنبة في فرنسا حول الطريقة التيجانية. وهذه الأخيرة، ستمكنني من قراءة أرشيفات متنوعة حول موضوع احتلال الجزائر والمغرب واستمرار الاحتلال الفرنسي في اتجاه الجنوب وجمعت هذه الوثائق منذ عام 1991″.
ويقول « عثرت على وثائق جد مهمّة انطلاقاً من القرن 19 وبالخصوص وثائق تبرئ الجنرال ليوطي بأنه اقتطع أراضي مغربية لما كان قائدا على المنطقة العسكرية على الحدود أو ما يسمى بالتخوم. فالجنرال ليوطي قدّم شهادات وجمّع وثائق حول مغربية الصحراء ودافع عن مغربية الصحراء وأظن أن هذا السبب هو الذي كان وراء اقالته بدل موضوع فشله العسكري ».
ويرى العدناني بأنّ هناك « أرشيف سري لم يُفرج عنه إلا بعد نهاية الثمانينات. وبالتالي، كنت المؤرخ الذي واكب عملية الإفراج عن الأرشيف السري وهي عملية مازالت إلى يومنا هذا مع بعض الاستثناءات، لأنّ الفرنسيين أصبحوا على علم بمضامين هذا الكتاب، فتراجعوا عن الإفراج عن 3 علب استغللتها في السنوات الأخيرة والذي يُحمّل فرنسا مسؤولية كبرى بخصوص مسألة الصحراء المغربية، وهذا الأمر في الغالب سيدفع بها إلى ضرورة الاعتراف قريبا بمغربية الصحراء.