الإرهاب: السجن 14 عاما لجندي أمريكي بفضل معلومات قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني

الجندي الأمريكي كول بريدجز، المنتسب إلى تنظيم داعش، تم القبض عليه في يناير 2021 بفضل المعلومات الاستخبارية التي قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني إلى شركائها الأمريكيين

في 15/10/2024 على الساعة 21:43

حُكم على جندي أمريكي بالسجن لمدة 14 عاما بعد إدانته بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك بناء على معلومات قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني إلى السلطات الأمريكية. وفقا لبيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية، يعكس هذا الحكم خطورة المخططات الإجرامية التي كان يعتزم الجندي تنفيذها، والذي تم كشفه بفضل الجهود الاستخباراتية المغربية بقيادة عبد اللطيف حموشي.

أصدرت محكمة المنطقة الجنوبية لولاية نيويورك، يوم 11 أكتوبر الجاري، حكما بالسجن لمدة 14 عاما على الجندي الأمريكي من الدرجة الأولى كول بريدجز، وفقا لما أفاد به بيان وزارة العدل الأمريكية.

المتهم، الذي كان يطلق على نفسه أيضا اسم « كول غونزاليس » أو « كول عبد الحميد »، كان قد حاول تقديم دعم مادي لتنظيم داعش بهدف اغتيال جنود أمريكيين منتشرين في الشرق الأوسط. ولكن تدخل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وفعالية تبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات المغربية والأمريكية حال دون تنفيذ هذه المخططات.

في الواقع، جرى إلقاء القبض على كول بريدجز يوم 19 يناير 2021 خلال عملية نفذها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وجهاز مكافحة التجسس في الجيش الأمريكي، بناء على معلومات قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA). وفي اليوم التالي لاعتقال الجندي، قدمت وكالة المخابرات الأمريكية تحية تقدير للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لدورها البارز في تحييد هذا المتطرف، وأعربت عن شكرها للجهود المستمرة التي تبذلها المديرية بقيادة عبد اللطيف حموشي في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي.

وفقا لبيان وزارة العدل الأمريكية، فإن كول بريدجز، الذي التحق بالجيش في عام 2019، أقر بذنبه في « محاولة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية مصنفة » و »محاولة قتل جنود أمريكيين ». وقد تم اكتشافه بفضل عميل سري من مكتب التحقيقات الفيدرالي، حسب البيان نفسه.

تعاون دولي فعال

مع إحباط المخطط الذي كان يعده هذا الجندي الأمريكي المتطرف، قدمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني دليلا جديدا على فعاليتها التي مكنت من تجنب هجمات دموية في عدة دول حليفة للمغرب.

وجدير بالذكر أن جهاز المخابرات المغربي كان قد حدد موقع عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات 13 نونبر من عام 2015 في باريس، قبل أن يتم تحييده لاحقا في سان دوني بضواحي باريس. ولا تُحصى المرات التي كان فيها دور المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني حاسما في بلدان أخرى، مثل إسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا. دون أن نغفل تعاونها الوثيق مع أجهزة الأمن في الدول الحليفة للمملكة في إفريقيا.

وقد منحت هذه الفعالية المثبتة على مستوى التعاون الدولي المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) اعترافا عالميا، تجسد في حادثة غير مسبوقة في سجلات كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية: في دجنبر 2019، قام وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، بزيارة شخصية إلى مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في الرباط، حيث استقبله عبد اللطيف حموشي.

وفي أبريل 2023، زار وليام بيرنز، الرئيس الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية(CIA)، الرباط أيضا للقاء المدير العام لمراقبة التراب الوطني. وفي فبراير من العام نفسه، استقبل حموشي أيضًا كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).

وتُظهر هذه اللقاءات على أعلى مستوى مدى قرب وجودة التعاون بين أجهزة المخابرات المغربية والأمريكية.

تحرير من طرف وديع المودن
في 15/10/2024 على الساعة 21:43