إن العلاقات المغربية الإماراتية علاقات قوية وتاريخية تتطور وتتجدد باستمرار على كافة الأصعدة، يتجسد ذلك في التوافق الكبير بين البلدين على مستوى الرؤى والمواقف السياسية بشأن كثير من القضايا.
والتاريخ يسجل أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد كانت من أول الدول المشاركة في المسيرة الخضراء، وظل السند الإماراتي متواصلا على مدار السنوات الماضية، إذ تكلل ذلك بفتح أول قنصلية في مدينة العيون بالصحراء المغربية تعبيرا عن الدعم اللامشروط لسيادة المغرب على صحرائه، وفي نوفمبر من عام 2020 أعلنت الإمارات عبر وزارة خارجيتها دعمها للتحرك العسكري الذي بدأته المملكة المغربية في معبر الكركرات الحدوي مع موريتانيا.
ونجد أن المغرب يدعم موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في موقفها بشأن احتلال إيران للجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة شريكا استراتيجيا. يشهد على ذلك حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين حيث تميز بارتفاع مضطرد بفضل تدفق الاستثمارت الإماراتية.
إن دولة الإمارات تعتبر شريكا رائدا في الفرص الواعدة التي يوفرها المغرب، علما أن دولة الإمارات تتصدر المركز الأول من حيث حجم الاستثمارات العربية، كما يتطلع البلدان إلى شراكة استراتيجية أعمق والرفع من حجم الاستثمارات خلال السنوات المقبلة والرقي بالتبادل التجاري والاقتصادي إلى مستويات أعلى.
وفي مجال التعاون الأمني والعسكري يرتبط المغرب والإمارات بتعاون أمني وعسكري وطيد يتعزز باستمرار من أجل مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.
الشراكة المغربية الإماراتية تتسم بالشمول والتنوع والعمق، وهذا ما يضمن لها التطور المتواصل ويفتح أمامها آفاقا جديدة تواكب تطلع الجانبين نحو الارتقاء بمسار هذه الشراكة خلال المرحلة المقبلة بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ومن المؤكد أن الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ستساهم في توطيد العلاقة بين البلدين لأنه من المنتظر أن تتطرق إلى ملفات اقتصادية كبرى سيكون لها تأثير إيجابي على اقتصاد البلدين.